منتدى صلاح المختار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى صلاح المختار

اهلا وسهلا في منتدى صلاح المختار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 35 )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صلاح المختار




عدد المساهمات : 61
تاريخ التسجيل : 12/08/2012

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 35 ) Empty
مُساهمةموضوع: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 35 )   اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 35 ) Icon_minitimeالأحد أغسطس 19, 2012 3:59 pm

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 35 ) 552657368
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 35 ) 8Augest2008
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 35 )
صلاح المختار
تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج
مثل عالمي
قابلة المهدي المنتظر : من هي؟

حينما تحل الخرافة محل العلم والتفكير الواقعي ماذا يحصل في الواقع؟ بالطبع يصبح كل شيء ممكنا وخصوصا انغلاق التفكير على ايمان اعمى بصدق ما يقوله معمم لا شك في ايمانه فتبدا الكارثة تتخذ ابعادا اكثر خطورة! وقصة المعمم عمران حسين واحدة من الخرافات البالغة الغباء، وليس الذكاء كما سنرى، ولكنها قبلت من قبل اوساط واسعة، فحينما تهيمن الخرافة وتصبح قاعدة تفكير سائد ويؤمن بها جمهور كبير من الدهماء الذين يرددون شعارات لا يفقهون معناها، في عصر الماسي والكوارث التي تتوالي وتتراكم بلا توقف فتعمي البصيرة رغم بقاء البصر شاخصا، وتحاصر التفكير العلمي والموضوعي وتعزله بقوة، فان المثقف العصري سوف يدفن وعيه اما خوفا من الدهماء ذوي الاصوات العالية، او انسياقا وراء الاسطورة التي اضفيت عليها صفة دينية مزيفة متاثرا بقوة الموجة الطاغية.
وقبل ان اتناول الموضوع لابد، اولا، من تسجيل اعتذاري وشكري بنفس الوقت، اعتذاري من القراء عن خطا وقعت فيه في الحلقة 34 من هذه الدراسة وهو وصف عمران حسين بانه تركي مع انه ليس كذلك وقد خلطت بينه وبين رجل دين تركي شاركه (نبؤاته)، واشكر الرفيق رأفت لانه نبهني لخطأي هذا، فهو كما يعرّف (ولد في جزيرة ترينداد أند توباكو في الكاريبي عام 1942 من أبوين مهاجرين من الهند. تخرج من معهد العالمية في كراتشي حصل على شهادات عدة من جامعة كراتشي، جامعه جزر الهند الغربية، جامعة الازهر ومعهد العلاقات الدولية في سويسرا عمل لسنوات عدة في وزارة الخارجية في جمهورية ترينداد لكنه إستقال عام 1985 ليتفرغ للدعوة الإسلامية عاش في نيويورك لعشر سنوات عمل خلالها كمدير لقسم الدراسات الإسلامية في اللجنة المشتركة للمنظمة الإسلامية بنيويورك وحاضر عن الإسلام في جامعات أمريكية وكندية كما شارك بحوارات ومناظرات ضد قساوسة وحاخامات من المسيحيين واليهود. رئيس سابق لمعهد العالمية للدراسات الإسلامية في كراتشي ورئيس المجلس الإسلامي في كراتشي ورئيس المركز الإسلامي للدراسات والبحوث في ميامي ورئيس دعوة تنظيم الإسلام في شمال أميركا). ماذا يجلب انتباهكم؟ طبعا ما يجلب الانتباه بقوة هو انه تفرغ في عام 1985 للدعوة الاسلامية وعاش في نيويورك عشر سنوات وحاور قساوسة وحاخامات يهود هناك، وهذا امر له صلة بما قاله لاحقا كما سنرى لان هذه الفترة كانت فترة تكوينه واعداده الحقيقي ليلعب دوره الان.
عمران حسين بدأ (تنبؤاته) فجاة وبدون اي مقدمات وفي عام كارثة غزو العراق 2003 فقد ظهر رجل دين بهذا الاسم لم نسمع به من قبل واخذ يبشر بما سيحدث بثقة عالية وبدقة كبيرة مدهشة، بدا (تنبؤاته) في عام 2003 بتأكيده ان احداثا خطيرة ستقع في الوطن العربي، (انظروا افلام يوتيوب تحت اسم عمران حسين للاطلاع على ما قاله)، وبالفعل وقعت تلك الاحداث كما (توقعها) او كما (تنبأ) بها، فهل هو متنبأ؟ ام انه محلل ستراتيجي؟ ام انه مرتبط بجهاز مخابرات اعد دوره في الفيلم التفاعلي الكبير ليلعب دور المتنبا الذي ينشر معلومات مطلوب ترويجها في بيئة معينة سبق خلقها اصطناعيا؟ عند قراءة، او الاستعماع الصوتي، لما قاله ستصدمون فعلا لانه كشف عما سيحصل الان منذ عام 2003 فكيف عرف ما سيحدث وبهذه الدقة المدهشة؟ لقد اكد انه ستحدث ثورات ضد الانظمة العربية وستسقط هذه الانظمة وهذا ما حدث!
نحن نعلم ان التنبؤات مثل التي طرحها نوستراداموس كانت بصيغة اشعار ورباعيات تقوم على التعتيم وعدم التوضيح، لذلك كانت غامضة ويمكن تفسيرها بصيغ مختلفة ومتناقضة، اما ما قاله عمران فهو مختلف لانه حدد بدقة ما سيحدث وحدث فعلا، فهل هو متنبأ؟ وهل يوجد في الواقع تنبأ دقيق بالاحداث يصل حد الدقة في وصف وتحديد ما سيحدث ثم يحدث؟ بالطبع كلا، ولكن حينما تسود الخرافة وتنشأ بيئة تملك القدرة على ابتزاز من بقي لديه عقل وتفكير عقلاني فان كل ما يقال يصدق او على الاقل لا يرفض، هل تتذكرون كيف ان مثقفين وتكنوقراط عراقيين كبار عصريين تحولوا فجاة بعد الغزو الى لطامة ومتبنين لاسوأ الخرافات واكثرها فجاجة وتناقضا مع العقل والدين والمنطق؟
نحن نعرف ان التحليل الستراتيجي او السياسي يعتمد على معلومات متوفرة لكنها ناقصة فيقوم المحلل باكمال النقص بتوقع ما هو ناقص وملأ الفراغ المعلوماتي، فهل كانت تنبؤات عمران تحليلا؟ ام انها كشف عن احداث ستقع بعد ان زود عمران بها؟ كان يقول بثقة تامة بان تلك الاحداث ستقع، فمن اين عرف وهو معمم مفترض صلته بالمسجد والدين؟ وكيف عرف مع ان المعرفة بهذه الاحداث تتطلب وسائل معروفة وهي اما اختراق من خطط للاحداث ومعرفة ما خطط له، او انه زود بها بقرار مسبق مدروس؟ واذا كان (نابغتنا) عمران حسين بهذا القدر من (العلم) الغيبي لم لم يتو قع احداثا اخرى مدمرة حصلت قبل عام 2003 مثل الحرب العراقية الايرانية وظهور خميني بصفته اخطر مشعلي حروب الفتن الدموية وغير ذلك؟ لم نبغ فجاة في القرن الجديد مع انه كان موجودا في القرن القديم وعمره كبير؟ ان ظاهرة نبوغه المفاجئ في طرح احداث المستقبل اول ظاهرة استفزازية تضعنا امام حالة استنفار عقلي ومنطقي عندما يتعلق الامر بما سيحدث مستقبلا، فنحن في التحليل السياسي او الستراتيجي نستخدم الفاظا متواضعة تبتعد عن الجزم الشديد وتعتمد الترجيح، فنقول (ارجح) او (اتوقع) او (ربما)...الخ من الفاظ التحليل العلمي الموضوعي، وحتى في حالة الثقة التامة بما سيحصل نتيجة اجتماع المعلومات والتحليل فاننا نضع احتمال عدم تحقق ما نقوله او نتوقعه، فهل عمران هذا تحدث بلغة العالم والمحلل الموضوعي ام انه تحدث بلهجة الجزم بان هناك احداثا ستقع حتما؟ لقد جزم وحسم ولم يرجح او يضع احتمالا للخطأ، لذلك لا مفر من التساؤل الجاد : كيف حصل ذلك؟
نحن امام احتمالين لا ثالث لهما : الاحتمال الاول انه يملك قدرات خارقة تمكنه من معرفة المستقبل، وعندها لابد ان نتوقف عند مقولة اسلامية شهيرة (كذب المنجمون ولو صدقوا) التي نسب قولها للنبي الكريم (ص)، كما انها تتناقض مع اهم ركائز الاسلام وهي الشرك بالله لان من يعلم بالمستقبل مشرك بقدرات الله وحده فهو وحده العالم بالغيب وبما سيحدث. وفي صحيح مسلم أن النبي (ص) قال : من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. فإذا كان الذي يسأل العراف لا تقبل صلاته أربعين يوماً فما بالك بالعراف نفسه؟ اذن دينيا واسلاميا تحديدا ليس ثمة تنجيم او عرافة تعرف المستقبل. فمن هو اذن عمران حسين هذا؟ هل مسلم حقيقي؟ ام انه ممثل بارع معد اعدادا ممتازا؟
اما الاحتمال الثاني فهو ان عمران رجل مخابرات مدرب ومعد سلفا لهذا الامر وفي هذا الوقت بالذات حيث سادت الفتن والكوارث وروجت اساطير عن المهدي المنتظر وحوصرت الحلول الوطنية والقانونية والعقلانية للمشاكل الخطيرة وطمرت وترك طريق واحد للتفكير مفتوح وهو مجئ الفرج وحلول العدل عبر الخرافة فقط. وحينما يقول عمران ما قاله فانه يقول نصا معدا له من قبل من خطط للاحداث الخطيرة، وكلف بذلك كي تكمل الصورة المطلوبة وهي ان ما نواجهه احداث دينية لاشك فيها بدليل ان رجال الدين ودهماءهم الكثر هم من يروجون لها ويقاتلون من اجلها. والمواطن العربي البسيط أصبح مختل القناعات واهتز ايمانه بالعدل بعد ان دمرت منطقه واستقرار عقله الاحداث الخطيرة وغير المتوقعة من قبله، والتي وضعته امام موت محقق بطريقة بشعة تسبقها عمليات اغتصاب لزوجته او بناته وقتل لابناءه وتشريد لامه وابيه وتهجير منظم لكل احباءه، منع الكهرباء والماء والطب عنه ووضعه تحت رحمة شياطين، نطلق عليهم اوصافا مشتركة المعنى في الوطن العربي مثل (البلطجية) في مصر و(السرسرية) او (الشقاوات) في العراق و(الزعران) في الشام، فيصبح هؤلاء هم رجال الحكم او المتحكمين بالناس مع ان كل الناس تعرف انهم حثالات المجتمع ولصوصه وقتلته! فهل يمكن لهذا المواطن ان يتجنب اللجوء للاساطير والخرافات او قبولها كوسيلة وحيدة متبقية لانقاذه خصوصا وانها تتبرقع باسم الله؟
في هذه البيئة الكارثية حينما يظهر عمران او غيره ويتحدث عن الثورات العربية ضد الحكام سيجد من يتحرق شوقا لذلك الهدف لاجل التخلص من الفساد والاستبداد، ثم يقدم الحل المثالي والاسهل والاكثر قربا للعقلية الخرافية التي سيدّت عمدا وتخطيطا وهو ظهور المهدي المنتظر والتأكيد على انه سيأتي بعد هذه الاحداث الكارثية ل(يخلص الناس من الظلم والجور في اخر الزمان)، وهكذا فان الملايين ستصدقة وستسير خلفه، وليس خلف من يحمل البندقية لمقاتلة الاشرار ومن يفرض الاشرار حكاما، وهي امريكا، فتدخل الجماهير في نفق اعد سلفا وهو نفق حروب وصراعات عبثية مدمرة داخلية اهلية او مع العدو الديني او الطائفي الخارج، وبالطبع فان هذا النمط من الحروب لا يوصل بتاتا الى الحل المطلوب بل تزداد الكارثة سوء وتتسع وتتعمق.
لذلك لم تكن صدفة انه بعد ان طرح عمران توقعاته حول ما سيحصل اكملها بالقول بان المنقذ هو مهدي الزمان المنتظر وليس ارادة الشعوب الحرة ولا طليعتها المقاتلة ممثلة في المقاومة المسلحة في العراق وفلسطين. وهنا تظهر الثيمة (الاطروحة) الاساسية للفيلم التفاعلي الامريكي الذي نشاهد فصوله المتتابعة الاكثر درامية وأثارة منذ عام بشكل خاص، وهي اننا يجب ان نؤجل الحسم ونوقف المقاومة بكافة اشكالها لامريكا والصهيونية لحين ظهور المهدي المنتظر، وذلك اليوم لن يأتي الا اذا ساد الفساد والظلم والحروب الدامية، كما يجب حسم امر الهوية الدينية او الطائفية للمهدي المنتظر : هل هو شيعي، كما يقول ايات الله في ايران؟ ام هو سني كما يؤكد عمران وغيره من القريضيين الجدد مثل يوسف القرضاوي؟ وهل هو مسيحي او يهودي؟ عمران أذن، وفي هذا الاطار، ليس سوى ممثل بارع درب على دوره في نيويورك وادخل في دورات مخابراتية في الثمانينيات وما بعدها ولقن واعد اعدادا جيدا لهذا الوقت.
والاكثر مأساوية هي انه حينما تسود الخرافة وتصبح منهجا للتفكير يظهر اكثر من عمران واكثر من احمدي نجاد، ففي تركيا وبعد ان طرح عمران توقعاته حول ظهور المهدي المنتظر (السني) ورد عملاء ايران عليه بقوة رافضين سنية المهدي المنتظر مؤكدين ان المهدي المنتظر يجب ان يكون من ال (البيت) وشيعيا حصرا، رأينا فيلما لشيخ تركي كبير السن هو ناظم الحقاني الذي وصف بانه صوفي وله مقطع يدعي فيه انه اتصل بالرسول (ص)، يتحدث عن نفس ما قاله عمران وكأنه يكرر اقواله! وهنا لابد من الانتباه لما يلي : ليس ضروريا ان يكون كل من يقول معلومات كهذه عميل للمخابرات، فهذا فهم ساذج لطبيعة عمل المخابرات، بل هناك طريقة معروفة لتسريب معلومات مخابراتية بغلاف ديني، ان من يؤمن بخرافة تنسب للدين يكون مستعدا لتقبل اي معلومة تؤكد خرافته، ولذلك وفي حالة رجل دين كبير السن ليس ممكنا ان يكون عميلا لذلك يحاط برجل او اكثر في محيطه يسربون له معلومات تؤكد ما يؤمن به فتتعزز قناعاته ويبدأ بطرح توقعاته الدينية وكأنها حقائق مسلم بها، معتقدا بان العصر واحداثه تؤكد ما قيل قبل مئات السنين. وهكذا كلما ابتعدنا عن الفيلم الامريكي التفاعلي نجد ان تفاصيل الاحداث وما يقوله افراد اما اعدوا سلفا او تم التأثير عليهم بصورة غير مباشرة تعيدنا للفيلم ومأسيه واحداثه.
وتظهر اثار العمل المخابراتي في موضوع الترويج لظهور المهدي المنتظر بتذكر تعاقب الاحداث، فتعاقبها لم يكن صدفة ابدا بل هو مسلسل موضوع بدقة في غرف التخطيط المخابراتي، بحيث ان حدثا يقع وبعد ان يخلق اثاره المطلوبة يبدأ حدث اخر مكمل له، وهكذا نواجه توال متسلسل للاحداث بطريقة تجعل الانطباع الاول حقيقة لا يجوز التشكيك بها، والانطباع الثاني بديهية مسلم بها، وعندما تنزاح الحقائق الموضوعية وتحل محلها الخرافات التي تصبح حقائق لا يجرا على التشكيك بها احد نتيجة الاوضاع النفسية المتوترة بحدة، ندخل نفق يوم (القيامة) المفترض الذي يبشر به المتصهين جورج بوش الابن وامثاله ومكملي دوره مثل احمدي نجاد وعمران.
علينا ان نكرر وان نذكر بلا كلل او ملل بحقيقة اساسية لا يمكن فهم ما يجري بدون وضعها امام اعيننا وهي ان بدء صعود التطرف الديني المسيحي والاسلاموي واليهودي والهندوسي في نهاية السبعينيات لم يكن صدفة ابدا بل كان مقدمات تمهيدية لما يحدث الان في اطار ستراتيجية كبرى تقوم على تنفيذ خطوات متعاقبة بصورة حديدية، فبعد ان صعد مناحيم بيجن اليميني الصهيوني المتطرف، زعيم تكتل الليكود اليميني، الى الحكم في السبعينيات اعقبه ظهور (المجاهدون الافغان) في افغانستان وجر الاتحاد السوفيتي لحرب شرسة كانت احد اهم اسباب تفككه وانهياره، وفي نفس الفترة نصب خميني حاكما لايران في عام 1979 واطلق اكبر موجة فتن طائفية في الوطن العربي اشعلت الحرب الايرانية ضد العراق وكانت من ممهدات غزوه، فبدأ تغيير المناخ العام في الوطن العربي والشرق كله، واخذت شعارات تتبرقع بالدين مثل (الموت لليهود والنصارى) ترفع من قبل اسلامويين متطرفين، او (الموت للاسلام والمسلمين) ترفع من قبل متطرفين مسيحيين ويهود، وتحولت الهند من بلد علماني الى بلد وصل فيه الى السلطة حزب قومي ديني هندوسي لاول مرة الى الحكم في التسعينيات بعد ان شهدت الثمانينيات تزايد شعبيته. ومن الظواهر المهمة جدا ظاهرة تطابق نهج وافكار وممارسات كل اطراف التطرف الديني، ففي اسرائيل بدأت الاصولية اليهودية في العقد الثاني من القرن 21 تفرض على النساء اليهوديات اللباس اليهودي القديم وهو عبارة عن نفس اللباس الذي يسمى لدينا ب (الحجاب) وهو تغطية الجسم كله واظهار العينين فقط، واذا بنا نكتشف ان الحجاب يهودي الاصل!
وهكذا حققت امريكا واسرائيل اكبر انتصاراتهما علينا : فقد سادت الشعارات الدينية والطائفية وحلت محل الشعارات الوطنية والقومية والتحرير والاشتراكية ومناهضة الاستعمار، وتلاقت الاصوليات الدينية او التطرف الديني عند نقطة مشتركة وهي التمسك بما تم نسيانه او دفنه منذ مئات او الاف السنين خصوصا احياء كل الاصول الاسطورية والخرافية وفرضها وجعل الانسان لا يفكر الا في بيئتها المعتمة والمغلقة مع ان هذه البيئة لا تنتج الا الحروب الدينية والطائفية، وهنا يكمن الهدف الامريكي الصهيوني.
وكانت الثمرة الطبيعية هي بدأ عصر الحروب الاهلية العربية وتراجع حروبنا مع اسرائيل وامريكا وتناسي الكثيرين ان امريكا مازالت هي العدو الرئيس وانها لم تتغير نحو الافضل بالنسبة لقضايانا المصيرية، خصوصا في فلسطين والعراق، بل ازدادت عداء لنا ودعما للكيان الصهيوني ومع ذلك وجدنا من يصطف معها ويأتمر باوامرها، كما حصل ويحصل في العراق وليبيا ومصر وتونس واليمن وسوريا تحت غطاء اسقاط انظمة عربية فاسدة او ديكتاتورية او عميلة! وحتى حينما تغزونا امريكا فان تلك العملية ينظر اليها البعض على انها كارثة لكنها كارثة سرعان ما تختفي خلف ركامات الاف الجثث في زوايا الصراعات بين المسلمين والطوائف والاديان، وتحت اطنان من الام التهجير للملايين من ديارهم، مثلما حدث للعراقيين الذين هجر منهم سبعة ملايين وقتل مليونان فقط بعد الغزو ووضع 30 مليون عراقي تحت عذاب يومي مستمر نتيجة تدمير شامل ومتعمد للخدمات والتغييب المتعمد ايضا للامن والغذاء والماء والدواء...الخ. وهذه الحالة هي التطبيق العملي لنظرية حافة الموت حيث انك عندما تضع الانسان امام موت محقق ولكنه مؤجل ويقترن ذلك بعذابات ما قبل الموت فانه يبدا بالتخلي التدريجي عن قيمه وتربيته وافكاره وانتماءه من اجل البقاء حيا.
يتضح مما تقدم ان الهدف الاساس في هذه المرحلة هو تصفية المقاومة المسلحة وداعمتها المقاومة السلمية للاحتلال الامريكي والصهيوني والايراني، ودفع عمران حسين واحمدي نجاد والقريضي يوسف وغيره الى التحدث عن المهدي المنتظر بصفته المخلص الوحيد لنا، ثم يكمل المسيحيون الصهاينة، مثل جورج بوش الابن، النص المخابراتي الذكي بتحدثهم عن الارميجاون – اي المعركة الفاصلة - وانها قادمة وان يأجوج ومأجوج قادمان كما قال بوش، وان المسيح الدجال سيظهر ويدعي انه المسيح ثم ينزل من السماء (المسيح الحقيقي)، وهو نسخة حرفية من المهدي المنتظر او العكس صحيح، ليقتل المسيح الدجال ويفرض العدل لالف عام قبل انتهاء البشرية وقيام القيامة! ما هذا الذي نراه ونسمعه؟ انه ليس سوى سيناريو في الفيلم التفاعلي الامريكي الاعظم في كل تاريخ هولي وود!
والان وقد وصلنا الى المستنقع النتن للتبشير المتعدد الاطراف، اسلاموية (سنية وشيعية) ومسيحية ويهودية، بقرب ظهور المهدي المنتظر، او كما يسميه المسيحيون واليهود (المسيح)، او (المسيح الدجال)، وما يسبقه من احتدام التناقضات الدينية والطائفية وتوغل الكثيرين في مجاهل الخرافات وازقتها ومستنقعاتها، هل يدرك من شارك في موجة الفوضى الهلاكة الحالية والتي تسيّر تحت تسمية (الثورات العربية) انه من الممهدين لظهور المهدي في الفيلم الامريكي التفاعلي؟ ان ما يجري ليس سوى تمهيد منظم لكوارث اسوأ مما واجهنا حتى الان، وللتيقن من تلك الحقيقة دعونا نتناول بعضا من مظاهر الكارثة الحالية غير تلك التي نراها في انهر الدم والدموع العربية، تلك هي معركة تحديد من هو المهدي المنتظر وهل هو شيعي او سني او مسيحي او يهودي، وما تثيره هذه المعركة الغريبة من شجون والام فظيعة!!!
يتبع.
3/3/2012
Almukhtar44@gmail.com
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 35 )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 33)
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(17)
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(1)
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(23)
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(16)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى صلاح المختار :: كتابات صلاح المختار-
انتقل الى: