منتدى صلاح المختار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى صلاح المختار

اهلا وسهلا في منتدى صلاح المختار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد نحن وامريكا وبيننا هولي وود (31)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صلاح المختار




عدد المساهمات : 61
تاريخ التسجيل : 12/08/2012

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد نحن وامريكا وبيننا هولي وود (31) Empty
مُساهمةموضوع: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد نحن وامريكا وبيننا هولي وود (31)   اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد نحن وامريكا وبيننا هولي وود (31) Icon_minitimeالأحد أغسطس 19, 2012 4:22 pm

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد نحن وامريكا وبيننا هولي وود (31) 552657368
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد نحن وامريكا وبيننا هولي وود (31) 8Augest2008
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد نحن وامريكا وبيننا هولي وود (31)
صلاح المختار
تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج
مثل عالمي
تدمير (الكبار) وتنصيب (الصغار) أ

8- لم اشعر بالحزن والرثاء لحال بعض النخب العربية كما شعرت واشعر منذ بدأ البعض يتحدث عما يسمى تضليلا ب (المجتمع المدني) و(منظمات المجتمع المدني) وضرورة قيامها بدور حاسم في تحديد شكل النظام السياسي والاطر الاجتماعية، خصوصا اطروحتها الاكثر تضليلا القائلة بانها البديل الديمقراطي عن الاحزاب الوطنية العريقة...الخ! ولو كان الحديث يجري في تونس ومصر والعراق وسوريا ولبنان فقط مثلا لقلنا نعم ثمة تقدم في اجزاء من المجتمع في هذه الاقطار رغم انها كلها مازالت تخضع، بهذه الدرجة او تلك، لعلاقات ومؤثرات مجتمعات ما قبل الدولة الوطنية، مثل العشائرية والجهوية والطائفية والعرقية والعائلية...الخ، فهذه البلدان فيها نخب وقوى سياسية تقدمت وتطورت وتجاوزت علاقات ما قبل الدولة الوطنية واظهرت في العقود الماضية دلائل تؤكد انها تمثل الشعب كله بصفته وحدة اجتماعية وثقافية منسجمة وضعت علاقات ما قبل الامة والوطنية خلفها رغم انها مازالت موجودة.
ولكن ان يتم الحديث عن منظمات المجتمع المدني في اقل الاقطار العربية تقدما واشدها تمسكا بعلاقات ما قبل الوطنية فان الامر يحتاج لوقفة متأنية مدققة لان كشف ابعاد ذلك ونتائجه امر مهم من اجل تجنب التورط في مواقف تثمر نتائج معاكسة لما تريده تلك النخب، او على الاقل ما يريده الوطنيون منهم، لان هذه النخب تضم كتلا متناقضة الهوية والتربية والاتجاه، وقسم منها وقع تحت تأثير الغرب الاستعماري وقيمه وتقاليده في فترة تراجع الحركات الوطنية وتمزقها وانحسار دورها. انا لا فهم كيف يطالب يمني او سعودي او خليجي، باستثناء البحرين التي كانت بؤرة تقدم مدني قبل اعادتها لمرحلة ماقبل الوطنية مؤخرا بتصعيد الطائفية لتكون عاملا مؤثرا في تقرير الخيارات، بان تكون منظمات المجتمع المدني هي القوة المتحكمة في اتجاه المجتمع والدولة مع ان هذه المجتمعات تحكمها اما القبيلة، كاليمن، او ايديولوجيا أسلاموية وهي الوهابية كالسعودية.
فمن المفروض في المجتمع المدني ومن اساسياته انه يملك ثقافة عامة مشتركة متطورة تحكم بتأثيرها الدولة والمجتمع، وتربية راسخة تحدد للفرد مساره وخياراته العامة، فتدفعان بكل علاقات ما قبل الوطنية خلفهما وتخضع لقوة الهوية الوطنية والحداثة، لكن وجود تأثير اوحد، او طاغ، لثقافة وتربية ما قبل الوطنية والامة يجعل النخب والمجتمع كله اسيرا لثقافة وتربية ما قبل الوطنية والامة وبذلك يصبح مستحيلا قيام مجتمع مدني ومن ثم يصبح تشكيل منظمات مجتمع مدني حقيقية وفاعلة بصورة ايجابية مجرد خداع وتضليل واضحين وعمل لن يؤدي الا الى المزيد من التشتت والتشرذم والضياع.
هذه بديهية لا اظن احدا يعي معنى المجتمع المدني يجهلها لان الاخير نتاج تطور وتقدم العلاقات الاجتماعية وازدهار الثقافة وتجذرها بحيث تصبح الوطنية هي العلاقة الرئيسة، ان لم تكن الوحيدة التي تتحكم في القرارات العامة للفرد والمجتمع وليس العلاقات السابقة لهذه المرحلة من التطور الاجتماعي والسياسي. في اوربا الغربية مثلا برز المجتمع المدني بعد انتصار الرأسمالية وفرض قيمها وانماط حياتها لان العمل هو الذي اخذ يقرر علاقات الفرد وليس قبيلته او اسرته او اصله الديني والطائفي، فحينما تعمل في مصنع او مؤسسة ما تجد انك مع اخرين من اقوام وثقافات ومدن وقبائل اخرى ولكن ضرورة الحصول على عمل تجبرك على العمل معهم، وبمرور الوقت وتوالي الاجيال تنشأ بيئة نفسية وفكرية واجتماعية جديدة مشتركة تقوم بفضلها صلات مدنية تطمر صلات العشيرة والعائلة الممتدة والدين والاصل العرقي او الاثني واللون، وان بقيت هذه السمات موجودة فانها تصبح سمات خاصة وثانوية ربما تبرز في البيت والحياة الخاصة لكنها تنحسر وتتراجع او تغيب في الحياة العامة.
لذلك فانك حينما تسأل الاوربي عن عشيرته يبتسم بسخرية من سذاجتك وجهلك بطبيعة المجتمع في اوربا، وحتى الدين ورغم تأثيره على البعض حصر في الكنسية وصار التدين امر شخصي. وهكذا اصبح الفرد ابن وطنه ودولته وليس ابن طائفته او لونه او عرقه، وحلت قيم الوطنية، ثم قيم المجتمع المدني، محل القيم الاخرى التي اما زالت او تراجعت، وفي مجتمع يملك هذه السمات لابد من ايجاد صلات اخرى تحقق مصالح الجميع وتعبر عنها وتلك هي صلات المجتمع المدني الذي يستمد تأثيره من العيش المشترك والمصالح المشتركة واللتان انتجتا هوية مشتركة طاغية.
ان النقابات المهنية والاتحادات الثقافية والاحزاب الحديثة والمجالس المحلية ولجان حماية المواطن...الخ تمثل مجتمعا مدنيا تجاوز علاقات ما قبل الامة والوطنية، ولذلك فان شروط العضوية لا تشمل، ولا تذكر، الاصول الطائفية او العرقية او اللونية او القبلية بل تنحصر في امتلاك صفة المواطنة في دولة تحكمها مصلحة وطنية. وهذه الحالة انتقلت من اوربا الى امريكا لان الاخيرة هي امتداد لاوربا. وهنا لابد من التمييز بين الرغبة في الوصول لمجتمع مدني حقيقي وبين وجود هذا المجتمع، فنحن لسنا في مجتمع مدني متكامل حتى في الاقطار العربية الاكثر تطورا اجتماعيا والتي ذكرنا بعضها، لان علاقات ما قبل الامة والوطنية مازالت قائمة وتتراوح قوتها بين التحكم في المجتمع، مثل السعودية واليمن ودول الخليج العربي، او التأثير فيه بدرجات مختلفة، كما هي حال تونس ومصر والعراق وسوريا، وبالامكان احياء وتغليب هذه العلاقات بمخطط ذكي وجعلها تتحكم مجددا في مواقف وسلوك الكثيرين وهذا ما حصل منذ وصول خميني للسطة (1979) واثارته للنزعات والنزاعات الطائفية وجعلها اساس عمله وتفاقم ذلك بعد غزو العراق في عام 2003.
حتى عام 1979 كنا نمر بمرحلة التقدم نحو تعزيز التطور الاجتماعي والثقافي في اطار الرابطتين الوطنية القطرية والقومية العربية، وهذه المسيرة النهضوية بدأت في مطلع القرن العشرين كرد على الاستعمارين العثماني وخليفته الاستعمار الاوربي، وكانت اهدافنا وطنية وقومية تنحصر في الدعوة للاستقلال في اطار وطني قطري والتخلص من الاستعمار والعمل على تحقيق الوحدة القومية العربية والعدالة الاجتماعية في كل قطر عربي. ولذلك كانت الاحزاب الوطنية والقومية احزابا تجاوزت الروابط السابقة للامة والوطنية وعدت اعضاءها مجرد مواطنين في الدولة القطرية وبغض النظر عن خلفياتهم الدينية والاثنية والايديولوجية والعشائرية او القبلية..الخ.
انظروا الى البعث والتيار الناصري ستجدون ان الامة والوطنية كانا ومازالا القوة الرئيسة في تقرير المواقف وتحديد طبيعة التنظيم السياسي وليس الاصول الدينية والطائفية والعرقية والعشائرية ففي هذه التنظيمات تجد المسلم والمسيحي والصابئي وتجد السني والشيعي مثلما تجد ذوي الاصول غير العربية مثل الاكراد والتركمان وغيرهم، تجد كل هؤلاء يتمتعون بنفس الحقوق الحزبية والسياسية والوظيفية وبلا اي تمييز، بل ان التساؤل او السؤال عن خلفية العضو الدينية او الطائفية او العرقية تعد انحرافا يستأهل التوقف عنده لمعرفة سببه. وهذه النظرة تنطبق بدرجات مختلفة على بقية القوى السياسية العربية التي نشأت في مطلع القرن العشرين ومنتصفه.
كان المجتمع العربي في كافة اقطاره يتجه نحو التقدم وتعزيز الرابطة الوطنية واضعاف روابط ما قبل الوطنية وتلك هي المقدمات الضرورية لتبلور مجتمع مدني حقيقي، لكن تطبيق خطة امريكا والصهيونية والتي التقت مع خطة ايران خميني والتي بدأ تنفيذ مرحلتها الاخطر في عام 1979، بايصال امريكا والصهيونية لخميني للسلطة وبتعاظم دور صنيعة امريكا المسماة ب (المجاهدين الافغان)، احدث ردة حقيقية نحو الخلف، فدعم الغرب والصهيونية لما اسماه بريجنسكي (الاصوليات الدينية)، الاسلامية واليهودية والمسيحية والهندوسية، اعاد بعض العرب الى مرحلة ماقبل الامة والوطنية، وانعش التيارات الاسلاموية التي ترى في الدين الهوية الوحيدة للانسان العربي، واستنادا لذلك حاربت وتحارب مفهومي الامة والوطنية وتعد القوميين العرب والوطنيين كافة كفارا.
ومن المفارقات المذهلة والتي يتجاهلها عمدا انصار الدعوة المشبوهة او الساذجة لاقامة (المجتمع المدني) ان الغرب يقوم بعملين في ان واحد احدهما ينقض الاخر : العمل الاول انه يدمر نواة المجتمع المدني الحقيقية، التي نشات نتيجة لتطور حدث خلال عقود في ظل النضال ضد الاستعمار والرجعية بقيادة القوى الوطنية والقومية التقدمية، وهذا التدمير المنظم لاسس المجتمع المدني يتم عن طريق دعم او تشجيع التيارات الاسلاموية العدو الاخطر والاثبت لكل شكل من اشكال المجتمع المدني، لان هذه التيارات تحدد وضعية المواطن في ضوء ديانته وطائفته وليس مواطنته، وهذا ناقض حاسم لفكرة المجتمع المدني بكافة اشكالها لانه يزرع، وينمي ثم يفجر، تناقضات طائفية ودينية بين المواطنين، والعمل الثاني ان الغرب عبر ادواته المحلية يدعو وينشط بقوة لاقامة المجتمع المدني في بيئة تفجيره لصراعات طائفية وعرقية تنسف اي اساس لبناء مجتمع مدني، وهذه الحالة لا تؤدي الا الى الصراعات العدائية العبثية المستمرة بين مواطني الدولة فيكون طبيعيا انتشار الفوضى العارمة وعدم الاستقرار، وتلك هي بيئة المنع الكلي لقيام اي شكل من اشكال المجتمع المدني!
هل ذلك جهل امريكي للواقع، سواء الطبيعي المتخلف او للحالة المصطنعة التي تنتج الصراعات، ام انه تجاهل متعمد له؟ علينا دائما ان لاننسى حقيقة ثابتة وهي ان امريكا هي التي وضعت التناقض المذكور عمدا لانها لعبة مخابراتية في المقام الاول هدفها شرذمة كل قطر عربي وعدم بقاء اي ركن من اركان وحدته قائما! فوجود الصراعات الدينية والطائفية والاثنية والقبلية وغيرها مع تنشيط الدعوة لاقامة مجتمع مدني يشكل البيئة المثالية للضياع وتضييع الناس وافقادهم بوصلة الوعي السليم نتيجة تركهم اسرى احداث من المستحيل فهمها او السيطرة عليها.
ان الدعم والتصعيد المبرمجين منذ عقود للتيارات الاسلاموية من قبل الغرب، تحت غطاء محاربتها لكفر الشيوعية وعزل التيارات القومية والوطنية والقضاء عليها، قد حسم امر وجود او عدم وجود منظمات مجتمع مدني حقيقية وفعالة، فحينما يقول االاسلاموي ان الهوية الدينية هي وحدها المقررة لقيمة ودور افراد المجتمع فانه يريد الغاء الهوية الوطنية الجامعة والموحدة المشتركة والتي يؤدي الغاءها الى جعل الفرد رغما عنه ابن دينه وطائفته فقط وليس ابن وطن يجمعه مع غير المسلم على قاعدة المساواة التامة.
والمصيبة الاكبر هي ان هذا التمييز الديني يدخل المواطن في صراع ميتافيزيقي لانهاية له مع ابن الدين الاخر او ابن الطائفة الاخرى، وبغض النظر عن كليشة ان الدين يحترم الاخرين، لان الدين جوهريا يقوم على الميتافيزيق الذي يناقش ماوراء المادة والواقع، وكل طرف متمسك بقدسية حتمية بما يؤمن به، حتى وان تظاهر بغير ذلك، ويقدم ما لديه من حجج ميتافيزيقية ايضا لدعم رايه، وهنا يكمن مقتل الميتافيزيق، فالحجج الميتافيزيقية هي نصوص دينية سمتها الاطغى امكانية تفسيرها بصورة متناقضة استنادا لمرجعيات (روحانية)، اي ميتافيزيقية، لا تناقش فاما ان تقبل كما هي او ترفض كما هي، وبما ان الرفض يفسر على انه (ردة) عقابها الموت فان الميتافيزيق، في مجال الدين والطائفة، يقدم لنا على طبق من ذهب، وماس ولؤلؤ وفضة، كل اشكال المصائب.
ومن بين مصادر المصائب ان النص الواحد من الدين يمكن ان يفسر ويعاد تفسيره بلا نهاية لاثبات صواب الموقف، لان القضايا الميتافيزيقية لا وجود مادي لها يقدم البراهين الحاسمة على صحة موقف ما فينحل التناقض، وهكذا فان الصراع الديني، وفرعه الصراع الطائفي، يتميز بانه لا يمكن ان ينتهي بتوافق وانما هو عملية تناسل وتوالد التناقضات بصورة لا نهائية في رحم لا يعقر ولا يفقد بويضات النسل ببلوغ (سن اليأس)، فلا ياس مع ميتافيزيق الدين، ولذلك لا ينتهي الصراع الديني والطائفي ويستمر بكل كوارثه، اذا بقي محكوما بقواعد اللعبة الميتافيزيقية، ويكون الحل التقليدي الجاهز لدى رجال الدين هو تصفية الطرف الاخر او اخضاعه بالقوة المفرطة.
ومن بين اخطر اشكال كارثة الميتافيزق في الدين الصراع على السلطة مع ابناء الاديان الاخرى والطوائف الاخرى حتى التي تنتمي لنفس الدين تحت غطاء (اقامة الخلافة الاسلامية)، فيبدأ كل طرف بتكفير الاخر وتخطئة معتقداته الدينية او الطائفية، وهكذا يتحول الصراع من صراع ضد الاستعمار والصهيونية وكل القوى الطامعة في ارض العرب وثرواتهم الى صراع طوائف واديان. هل ترون ما يجري في مصر منذ زمن قصير بين المسلمين والمسيحيين مع ان مصر كانت من بين الاقطار التي تفخر بوجود مجتمع مدني فيها لا يميز ولا يفرق بين مواطنيه؟
ولا تنتهي مصائب هذا النمط من التفكير عند هذا الحد الكارثي بل هي ارانب تتوالد بمعادلات هندسية حينما ينزلق بسببه البعض من المعممين في ساقية نتنة وهي التعاون الصريح والرسمي مع الاستعمار الغربي وطلب دعمه عسكريا ويقبل بالتطبيع مع اسرائيل من اجل ان يتسلق سلم السلطة ويجلس على المقعد اللعين لها، وهذه ليست فرضية نظرية ولا هي اتهام ظالم بل هي واقع حي رأيناه ونراه الان باعيننا في العراق المحتل، حيث لعب بعض رجال الدين من السنة والشيعة الدور الاكثر خطورة في انجاح غزو الاستعمار والصهيونية للعراق بفضل فتاوى الدعم له وتكوين قوة اسناد لحكومته، بينما لعب البعض الاخر من رجال الدين باسم المقاومة دورا لا يقل خطورة في دعم الاحتلال عبر تفتيت المقاومة المسلحة ومنع وحدتها، تحت غطاء وجود خلافات ايديولوجية وتناقضات في المرجعيات بين التيار الاسلاموي والتيار الوطني والقومي المقاوم للاحتلال بالسلاح، وذلك المنع استمر لعدة سنوات مع انها كانت سنوات الحسم!
ومن اخطر ما قام به تيار اسلاموي معين، محاولته ربط المقاومة بطائفة بعينها واباحة سفك دماء ابناء العراق من الطائفة الاخرى، وكان ذلك ما تحتاجه امريكا وايران لتدمير المقاومة واحتواءها وتشويه صورتها، فالحقت هذه الممارسات ضررا فادحا بالثورة العراقية المسلحة وعطلت الانتصار النهائي!
ورقص العمائم على اكتاف ملايين العراقيين المشردين وعلى جثث مئات الالاف من شهداء العراق انتقل الى ليبيا التي احتلت تحت غطاء فتاوى الصهيوني الاشر يوسف القريضاوي وغيره من اخوته في (العقيدة) من عراقيين كانوا مع المقاومة العراقية لكنهم في لحظة طرب في حضرة سلطان الكرسي دعموا (الثورة الليبية) وافتوا بأسم الله، والعزيز القيوم برئ منهم، بوجود عدة درجات للخيانة بعضها مقبول!!! هل ترون الى اين يوصل الطرب على انغام الكرسي اللعين؟ وبراءة الله من فتواهم الذليلة تبدو واضحة في حقيقة ان (ثورتهم) في ليبيا ماكان لها ان تتطور وتتقوى وتنجح لولا قيام حلف النيتو بقيادتها مباشرة وانجاحها بقوته العسكرية، خصوصا القوات الخاصة الامريكية والفرنسية والبريطانية مع كلابها العرب التي دخلت ليبيا وحسمت المعارك، ولعبت المخابرات الامريكية دورا حاسما في تحقيق الانتصار الصهيوني في ليبيا، بما في ذلك اغتيال معمر القذافي الذي اسرته تلك القوات الخاصة وسلمته للغوغاء الاسلامويين الوسخين فقتل ومثل بجسده بطريقة حقيرة هزت نفوس اشد اعداءه الشرفاء، ومع ذلك فان المعممين لم تهتز لهم شعرة حمراء واحدة من لحاهم ورقصوا وابرقوا يهنئون صهاينة ليبيا بنصر بني صهيون هناك!
وفي مصر وتونس واليمن وسوريا، طلبت العمائم المخمورة بعبق السلطة رسميا وعلنا التعاون مع امريكا وفرنسا وبريطانيا وابدت حرصا شديدا على ارضاء اسرائيل، وتجلى بعض ذلك في طلب هذا البعض من المعممين تدخل امريكا والنيتو لحل الصراع بين السلطة والمعارضة في سوريا واليمن وليبيا، مع ان هذه العمائم، المرتدية بدلة افندية احيانا، كانت قبل تلويح امريكا بالسطة لها، عبر اجتماعات بعضها اعلن عنه وبعضها انكر، تظهر تعففا فريدا عن الحكم وكراسيه وموبقاته واثامه ولا تسمع منها سوى البسملة ولا ترى في يدها سوى تراقص حبات مسبحة طويلة تزاحم طول اللحى ذات اللون الاحمر الطبيعي، غير المصبوغ طبعا!
لقد بدأت العمامة تترنح وراحت موسيقى بلاطات بني عثمان، وشريكهم الاول بني قريضة، تهز اوساط اكثر رجال الدين تظاهرا بالرصانة والوقار، واخذت قطع الوقار تتساقط واحدة اثر اخرى تماما مثلما تساقطت قبل ذلك وقارات علماء ومراجع قم في فضائح ووتر جيت والتعاون مع امريكا في تسهيل غزو افغانستان والعراق ونشر الفتن الطائفية في الوطن العربي.
ونشوة الطرب في بلاطات بني عثمان او بلاطات بني فارس تجر جرا الى تصفية الطرف الاخر في صراع الاديان والطوائف ويصبح ذلك هو الهدف الاسمى الذي يقرر قيمة واهمية بقية الاهداف ويحدد الاسبقيات بما في ذلك هدف تحرير الوطن المحتل الذي يصبح اقل اهمية من تصفية الخصم من نفس الديانة او من الديانات الاخرى. وتحقيقا لهذا الهدف غير الديني، رغم تغليفه برقائق مدموغة باسم ابن سيستان او السلطان اردوجان، يفبرك رجال الدين فتاوى بكرم لا حدود له لدعم توجههم القائم على دعوة الاستعمار للعودة واحتلال البلاد وشوي العباد، وتلك بدقة تامة هي الردة الوطنية الكلاسيكية التي تتم تحت غطاء الدين.
هنا نصل الى قلب الموضوع : ففي ذروة تصاعد الصراعات الطائفية المصطنعة او المصنعة في الكثير من الاقطار العربية نجد من يجعل اقامة مجتمع مدني وتشكيل منظمات مجتمع مدني وظيفته الرئيسة وليس طرد الاستعمار واعوانه، اي انه قلب الاولويات الصحيحة فترك الاستعمار والصهيونية، وهما مصدر مشاكلنا الرئيس، وبدأ بالدعوة لاسقاط فرعهما، وهو الانظمة الفاسدة والديكتاتورية، بدل الدمج الحتمي بين اسقاط الانظمة وطرد النفوذ الاستعماري والصهيوني وذلك لترابط السبب والنتيجة!
وفي هذه الاجواء الاصطناعية نرى كل ما هو ممهد للتشرذم وبلا حدود : 1- قيادات شابة وطنية لكنها ساذجة وليس لديها تجارب مع ان التجارب في صراعات ستراتيجية تعد من اهم شروط النصر، ولذلك فهي لا تعرف مبادئ الصراع ولا خبائثه وعمليات الالتفاف والتمويه فيه، 2- واخرى ملوثة بدورات التدريب المخابراتي التي اقامتها امريكا لها، وكلها تفتقر للحد الادنى من الوعي وتدفعها امريكا والاعلام الموالي لها لتكون في الصدارة، 3- صراعات تفجرت قبل وصول السلطة الى يد هؤلاء كشفت عن وجود مئات التيارات المتناقضة، 4- تعمد واضح لخرق تقاليد وقيم المجتمع وليس النظم فقط، 5- وجود نزعات تمنع التوحد والتلاقي مثل العفوية والفوضوية والعدمية بالاضافة للعقد النفسية. 6- بروز تأثير امريكا والصهيونية بكامل مقوماته، خصوصا تقرب بعض الشباب من امريكا واسرائيل رغم انهما ازدادا عداء لنا ولقضايانا المصيرية! ما هي هذه الحالة المربكة والمشوشة للعقل والعاطفة؟ وماهو دورها ونتائج استمرارها؟ دعونا نحلل ذلك من خلال الشواهد الواقعية.
يتبع......
26/1/2012
Almukhtar44@gmail.com
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 31
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 30
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 29
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 28
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 27
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 26
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 25
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 24
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 23
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 22
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 21
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 20
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 19
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 18
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 17
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 16
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 15
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 14
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 13
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 12
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 11
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 10
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 9
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 8
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 7
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 6
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 5
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 4
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 3
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 2
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد نحن وامريكا وبيننا هولي وود (31)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 33)
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(17)
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(1)
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(23)
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(16)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى صلاح المختار :: كتابات صلاح المختار-
انتقل الى: