منتدى صلاح المختار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى صلاح المختار

اهلا وسهلا في منتدى صلاح المختار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(23)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صلاح المختار




عدد المساهمات : 61
تاريخ التسجيل : 12/08/2012

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(23) Empty
مُساهمةموضوع: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(23)   اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(23) Icon_minitimeالأحد أغسطس 19, 2012 7:06 pm

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(23) 552657368
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(23) 927403809
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (23)
منتدى هديل صدام حسين
صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج
مثل عالمي

د - هذا على الشاطئ الطائفي السني اما على الشاطئ الطائفي الشيعي الصفوي فنجد الامر نفسه : تحكم مزاج ومصلحة من يفتي ويتخذ القرار، فلئن كان القرضاوي واضرابه موظفون لدى نظام تابع لامريكا والصهيونية علنا ورسميا فان خامنئي هو السيد المطلق الصلاحية والديكتاتور الاوحد والذي يحكم رسميا باسم الله وفقا لنظرية ولاية الفقيه، وبهذه الصفة يستطيع عزل رئيس الجمهورية المنتخب رغم انه غير منتخب! انه ظل الله في الارض، وما يقوله امر رباني واجب التنفيذ والطاعة ومن يتمرد على اوامره يحكم عليه بالموت الروحي بالتكفير والتمزيق الجسدي عبر الاعدام! ان خامنئي صورة مستنسخة من استبداد رجال دين القرون الوسطى في اوربا تماما، انه القائد الفعلي وصانع القرار الحقيقي في معسكر الاستعمار الايراني، بعكس رجال الدين العرب سنة وشيعة والذين لا يتعدى دورهم التصفيق للاستعمار او للملك او الرئيس وتقبيل اياديهما، وخدمة بلاطهما واسرتهما. لننظر ماذا فعل خامنئي على الشاطئ الطائفي الشيعي؟
الخلاصة الكافية هي ان خامنئي أيّد ما سمي ب(ثورة تونس ومصر والبحرين وحرم المظاهرات في العراق وسوريا). هذه خلاصة فتاواه انها تعبير دقيق وواضح جدا عن انتقائية في تحديد الموقف!!!
هنا نواجه ميزة خطيرة في الطائفية - السنية والشيعية - يجب الانتباه اليها دائما لخطورتها المميتة وهي ميزة انها تعزل العربي عن انتماءه الوطني وتجرده من هويته القومية ثم تغلب انتماءه الطائفي على ما عداه وتجعل الطائفية هي الهوية الرئيسة المقررة لمواقفه وخياراته العامة خصوصا السياسية، فيصبح الوطن هو الطائفة وليس ارض اقليم جغرافي محدد، ويصبح شركاء المواطن في العيش المشترك ليس ابن الهوية القومية والوطنية المقيمين منذ زمن طويل جدا على نفس قطعة الارض بل المنتمين لنفس الطائفة حتى لو كانوا يعيشون في وطن اخر وهوية قومية اخرى، وهكذا يتحول الولاء من ولاء للوطن القومي، اي الهوية القومية، والوطن الجغرافي، اي حدوده المرسومة بدقة على الارض، ووطن المواطنة المتساوية والمتسامية فوق فوارق الطائفة والدين والاثنية، نقول يتحول الى ولاء مفتوح ومطلق لصالح الطائفة فقط والذي يترجم عمليا بالولاء للمرجع الاعلى، وهو اجنبي طبعا وفقا للمفهوم الوطني، ثم يترجم بدقة اكبر بالولاء لوطن المرجع الاعلى وليس للوطن القومي، وهكذا تدخل ما تعدها كل الشعوب والقوانين حاضرا وماضيا خيانة عظمى للوطن تحت غطاء الانتماء الطائفي!
ما هي المخاطر المنظورة لهذا التحول في الولاء من ولاء للوطن وللهوية القومية الى ولاء للطائفة ووطن المرجع الاعلى للطائفة؟ في التطبيق العملي فان هذه الميزة جيرت واستخدمت لخدمة التوسع الاستعماري الايراني، من خلال جعل ولاء بعض الشيعة العرب لايران ولزعيم ايران علي خامنئي وليس لوطنهم العراق او البحرين او غيرهما، ولخدمة غزوات الاستعمار الامريكي والاوربي ومن خلال تحويل الصراع من صراع تحرر وطني الى صراعات طائفية فتت الشعب العربي وهو من اهم اهداف امريكا واسرائيل، كما انها ادت الى عزل الكثير من المتـاثرين بالتيارات الاسلاموية الطائفية السنية عن الرابطة الوطنية والهوية القومية ومهاجمتهما بعنف وصل حدا اتهام القومية العربية، من قبل هؤلاء الظلاميين انصاف الاميين والمنغلقين عقليا وفكريا ونفسيا، بانها ماسونية! الامر الذي شرذم العرب بدل توحيدهم.
لقد دخلنا في مشهد بالغ التعقيد في الفيلم التفاعلي الذي نشاهده ونشارك فيه هذه المرة كعرب، فالطائفيون من السنة اغتربوا بالتبرؤ من هويتهم القومية وجعل الطائفة وطنهم الوحيد حتى وان قالوا انها الاسلام الحقيقي، فضاعوا وضيعوا الناس معهم لانهم بلا مرجعية مركزية توجه وتقود كما هو حال الصفوية الشيعية، مقابل منح الطائفيين من الشيعة ولاءهم لايران وزعيمه لان ولاءهم الاول للطائفة وليس للوطن القومي، وهذا الامر ظهر بخطورته المدمرة اثناء وبعد غزو العراق حيث ساهم في انجاح الاحتلال ومهد لمجازر جماعية نفذت على اسس الهوية الطائفية!
ونرى درجة خدمة الحاكم والخضوع التام له في مواقف بعض رجال الدين واعتمادهم على معيار شخصي صرف لذلك لا يتورعون عن التنقل بين موقف وموقف يناقضه بلا غموض طبقا لتوجيهات جلالة الملك او سيادة الرئيس، ففتوى الشيخ بن باز القاطعة بعدم الاستعانة بالكفار مطلقا، لاحظوا التأكيد (مطلقا)، ثم فتواه التى حلل فيها الاستعانة بالكفار عندما طلبت حكومته منه اصدار فتوى بضرب العراق تؤكد انه كان موظفا ينفذ اوامر نظامه!!! كان موقف الشيخ عبد العزيز بن باز قبل العدوان الثلاثيني في عام 1991 هو التحريم القاطع للاستعانة بالكفار سواء اكانو من النصارى العرب او غير العرب كما في كتابه، المبني على الجهل التام بحقيقة القومية العربية وتعمد نسب معلومات خاطئة كليا لها، المسمى ب(نقد القومية العربية) وقد استدل على صحة فتواه بالكتاب والسنة على فهم (السلف الصالح)، وهنا تكمن جذور ظلامية ورجعية وتخلف هذه التيارات التي لا ترى الا الماضي وتغمض العين عن الحاضر وتعمل على جره للماضي الذي لم يعد مناسبا بقوانينه ودرجة تطوره لاننا نعيش في عصر جديد مختلف كليا، وهذا يتطلب فهم الاسلام بطريقة متطورة وعصرية وليس مواصلة العيش في الكهوف المظلمة.
المصدر.http://www.moqatel.com/openshare/Souwar1/ShkhsiaGal/864.jpg
ما معنى هذه الفتاوى بتناقضاتها البارزة؟ وهل تناقض تفسيرات رجال الدين لاية واحدة او حديث واحد حالة يمكن ان تمر بدون التأكيد بان المقدم لنا هو راي رجال عاديين، وغالبا انصاف اميين، وليس راي الاسلام؟ وهل هذه الفتاوى اكثر من لقطات درامية ومثيرة في الفيلم الامريكي التفاعلي اعدت بعناية ودقة لتفعل فعلها بعلم او بدون علم رجال الدين المهتمين فقط بارضاء السلطان؟ ان ما ظهر لنا مما سبق عرضه حقائق خطيرة جدا لابد من الانتباه اليها بدقة والتعامل معها بحزم وشجاعة ومنها :
أ– ان نفس الاية ونفس الحديث النبوي يمكن ان يفسرا بطرق مختلفة ومتناقضة تبعا للمفتي المتاثر بمستوى وعيه وهو وعي ساذج غالبا، او ان المفتي يتحرك بدافع مصالحه.
ب – ان ما يتحكم في اغلب الفتاوى هو مصلحة النظام الذي يشتغل المفتي عنده او يخدمه، ويساعد على اصدار فتاوي بطلب الدعم الاستعماري والصهيوني الجهل المطبق بقضايا العالم وبالستراتيجات الدولية والاقليمية والانغلاق على الذات وتحريم كل شيء اجنبي ما عدا طلب غزواته لاراضينا وقتله لشعبنا، وبالطبع فان الجهل بالقضايا السياسية الكبرى يفضي الى السذاجة السياسية التي تلعب في حالات معينة دورا في اصدار االفتاوى، وهذه هي حال يوسف القرضاوي واللحيدان واضرابهما الغارقين في الجهل السياسي والامية الستراتيجية.
ج – ان من يفتي ليست لديه حصانة ضد الاستعمار والصهيونية لانه اصلا عبدا لسيده الحاكم فما يأمره به الحاكم يجب ان ينفذ بلا ابطاء وحرفيا، وسيده الحاكم عبد مطيع لامريكا والصهيونية كما اكدت كل الاحداث، ولدينا مثال واضح جدا على هذه الحقيقة مجسدا في يوسف القرضاوي الذي يفتي بأمر من ولي نعمته امير قطر بجواز الاستعانة بحلف النيتو وبقتل القذافي واسقاط النظام السوري لكنه يتجاهل ان اميره يحكم امارة وظيفتها الاولى هي خدمة امريكا والصهيونية وبلا تمويه، وابرز مظاهر هذه الحقيقة ان قطر اصبحت برضا ولي نعمته واختياره، وليس اجبارا، اخطر قواعد الاستعمار العسكرية التي يشن منها حروبه وغزواته كما حصل للعراق.
أذن هنا نواجه الحقيقة التي تجعل امريكا والصهيونية تدعمان رجال الدين ليس حبا بالدين بل توقعا صحيحا لدور تخريبي ممكن لرجال الدين لان الكثير منهم طائفيون بطبيعتهم، والطائفي يفرق ولا يوحد ابدا، ويتمثل ذلك في تمزيق الامة شر ممزق عن طريق فتاوى ذات طابع طائفي وليس اسلامي يمزق المسلمين ويبعثر طاقاتهم، او انها فتاوى تبلغ سذاجتها ورجعيتها حد انها تصبح مصدر سخرية وتندر واهانة للاسلام، مثل فتوى جواز ارضاع الخادم من ثدي سيدة الدار كي يصبح محرما على بناتها! وهي فتاوى مدفوعة الثمن ومتناقضة بصورة حادة مما يؤدي الى تشرذم الناس وانقسامهم الى فرق واحزاب وكتل متناحرة من جهة، والحط من قدر وقيمة الدين لانه يعرض للناس بطريقة مشوهة تجرده من قدسيته، من جهة ثانية.
في ضوء ما تقدم فان اقنوم العمامة هو احد اهم اعمدة الغزو الاستعماري والممهدين له. ذلك هو الدرس الكبير الذي قدمته العمامة الطائفية الشيعية والسنية في العراق، وتقدمه العمامة الان في مصر حيث تشعل التيارات الدينية الاسلاموية والمسيحية نيران حرب اهلية في مصر، وفي ليبيا حيث اصبح الاسلامويون اداة هي الاشد وحشية بيد الاستعمار كما اكدت الطريقة الحقيرة لاغتيال القذافي والعبث بجسده جنسيا وهو حي، وهو ما سنتناوله لاحقا.
7 - أقنوم الليبرالية : الليبرالية كأي نظام سياسي بنت زمن معين ونظام اقتصادي - اجتماعي معين وليست ظاهرة عالمية، وذلك لاختلاف درجات التطور الاجتماعي والثقافي في العالم، ووجود مجتمعات متقدمة مدنيا ومؤسساتيا الى جانب وجود مجتمعات تقليدية او متخلفة، فهي وليدة مجتمعات راسمالية متطورة زال فيها مجتمع القبيلة وعلاقات ما قبل الدولة الوطنية وحلت الرابطة الوطنية او القومية محلهما في بداية ظهور الرأسمالية وقضتا على علاقات ما قبل الامة، فصاغت - الرأسمالية - لها نظاما سياسيا ينسجم مع، ويستجيب ل، متطلبات ودرجة تطور ذلك المجتمع. فالليبرالية في امريكا وغرب اوربا كانت نتاج استقرار المجتمع على قاعدة نظام رأسمالي مبدأه الاساس تقليديا وفي البداية هو (دعه يمر دعه يعمل) والذي يعني تحديدا تقزيم دور الدولة وعملقة دور منظمات المجتمع المدني كالنقابات والاتحادات الجماهيرية والمنظمات الحقوقية، لان تلك المجتمعات صهرت القوى الاجتماعية المختلفة في بوتقة المدينة وزالت القرية وتأثيراتها والدين حيد واصبح صلة شخصية والصلات القبلية اندثرت ولم يعد الفرد يعرف الى اي قبيلة كان جده الخامس ينتمي.
والمواطنة المتساوية قانونيا برزت كاساس للنظام ودعم النزعة الفردية بصفتها المحرك الاساس للرأسمالية، كما ان التطور الصناعي والتقدم التكنولوجي فرضا الارتقاء بالثقافة العامة، ونشأ مجتمع المعلومات الذي منح الفرد حرية وحقوقا اكبر وزادت قيمته وضمانات احترامها، واصبح القانون رسميا وفعليا هو السيد وليس الحكومة او الملك او الرئيس، وخضعت الحكومات للمؤسسات التي تقرر مصيرها، لكل ذلك تقلص دور الدولة في الداخل واصبحت الحكومة عبارة عن جهاز اداري في المقام الاول تقوده فئات مختلفة تواصل نفس العمل في خطه العام عند تغير الحكومات بالانتخابات، اي تحافظ على دولة المؤسسات والمواطنة.
بهذا المعنى فان الحكومة في الديمقراطية الليبرالية تتوزع الكثير من مهامها على منظمات غير حكومية وتضعف رسميا بينما المنظمات الشعبية – التي تسمى الان منظمات المجتمع المدني - تعزز دورها وتمارس عمليتاالضغط والتأثير على سير المجتمع والحكومة، فالليبرالية بهذا التحديد لا تصلح الا لمجتمع رأسمالي متطور زالت فيه علاقات علاقات ما قبل الامة، او اصبحت ضعيفة جدا وسادت فيه نزعة جعل حماية حقوق الفرد اساس عمل الحكومة.
في ضوء ما تقدم يطرح السؤال التالي : هل بالامكان اقامة نظام ليبرالي في مجتمع متخلف او تقليدي مازالت علاقات ما قبل الامة، كالعلاقات القبلية والطائفية والمناطقية، والتخلف الثقافي والاجتماعي ومحدودية المعلومات...الخ، تمارس فيه تأثيرات قوية على الناس والدولة وبالتالي على الحكومة؟ الجواب الحاسم هو كلا فالليبرالية لا تصلح الا لمجتمع رأسمالي متطور ديمقراطيا وثقافيا وزالت فيه تاثيرات القبيلة والطائفة والعرق وانتشرت فيه المعرفة والعلوم والفنون لدرجة ان الفرد اصبح قادرا على التصرف كأنه رئيس مجموعته غير الحكومية.
هنا نصل لقضية جوهرية لا ينتبه اليها كثيرون وهي المتمثلة في السؤال التالي : هل تجهل امريكا هذه الحقيقة فتحاول فرض ديمقراطية ليبرالية الطابع في مجتمعات متخلفة او تقليدية، نصف اقطاعية نصف رأسمالية، مع انها لا تصلح لها باي شكل وصورة؟ كلا امريكا تعرف بدقة ان الليبرالية لاتصلح للعالم الثالث باي شكل وصيغة، خصوصا بالنسبة للشعوب التي مازالت علاقات ما قبل الامة مؤثرة فيها كالقبيلة والطائفة والعرق والعائلة، ومازالت تناضل من اجل التحرر من الاستعمار والتبعية واللحاق بالعالم المتقدم واختصار الزمن لتحقيق عملية اللحاق الناجحة.
وهنا يفرض شيطان الاسئلة التفصيلية نفسه : أذن لم تفرض امريكا على العرب ديمقراطية ليبرالية وليس غيرها من المحتم ان تكون مشوهة كما حصل في العراق المحتل؟ الجواب الذي فرضة واقع الحال هو التالي : ان امريكا تستخدم اللبيرالية بصفتها الوصفة الاكثر نجاحا في تفتيت القوة العربية، الى جانب الطائفية والعرقية، ففي مجتمعات للقبيلة والطائفة والعائلة والمنطقة تاثير كبير، وفي مجتمعات زادها الفكري الغالب التراث والتخلف والجهل بالعالم الخارجي كليا او جزئيا او فهمه مشوها، او الانقطاع عنه ومقاطعته، او تقليده انبهارا دون استيعاب مضامينه وهضم نتاجاته، في هذه المحتمعات فرض الليبرالية يشبه منح رجل دين وظيفة معالجة امراض الناس البدنية مع انه ليس طبيبا، وهي حالة تؤدي حتما الى التشرذم والضياع والعجز عن جمع طاقات الامة وتسخيرها لتحرير الارض والانسان، فالمجتمع يصبح عبارة عن برج بابل كل فرد يرطن بلغة وبمفاهيم لا يفهمها غيره، بل انه قد لا يفهمها رغم انه يحفظها على ظهر قلب.
والمثال اليمني مهم : فرغم ان اليمن فيها نوع من الديمقراطية فرضها الرئيس علي عبدالله صالح من فوق منذ عدة عقود الا انها قشرة خارجية فقط سرعان مازالت عند تفجر الازمة في اليمن فتوزعت الولاءات حسب القبائل، وفي الديمقراطية اليمنية ورغم الاستبداد في التقاليد القبلية حصلت انتخابات وعمليات نقد للرئيس وللحكومة ولكن ليس بفضل قوة الديمقراطية وانما استقواء بالقبيلة وبالقبيلة فقط. ان الجرأة في النقد في السنوات السابقة للازمة كانت نتاج قوة القبيلة وليس قوة الديمقراطية، ولكن الرغبة في منح صفة الديمقراطية للنظام لاجل نفي صفة التخلف وهيمنة التقاليد القبلية كانت دافعا لتقويم خاطئ للوضع اليمني باعتبار الحالة ديمقراطية تعددية، وظهر هذا الخطأ بعد تفجر الازمة حينما تحولت الديمقراطية الى اداة فوضى استغلتها بعض المشايخ والكتل السياسية لامرار مخطط تمزيق اليمن واعادة تقاسمه ثروة وارضا ونفوذا.
وهكذا فان تفتيت اليمن وهو خطة امريكية صهيونية معروفة تشكل جزء من خطة تفتيت كل الاقطار العربية، اعتمدت في احد اركانها الاساسية على تضليل بعض الشباب والساسة بفكرة ان الضرورة تقتضي بناء تجربة ليبرالية تتعدد فيها الاحزاب وتتداول السلطة كما في الغرب! والان نرى بوضوح تام بان هذه الدعوة كانت جزء اساسيا من خطة تدمير اليمن وزجه في اتون حرب اهلية كارثية. ورغم وجود اختلافات في درجات التطور بين الاقطار العربية الا انها كلها محكومة بوجود علاقات ما قبل الامة والوطنية فيها وهي قوية تبعا لدرجة تطور القطر، ومن ثم فان الليبرالية التي بدات امريكا بمحاولات فرضها على مصر وتونس وليبيا واليمن والعراق وغيره اثمرت تشرذما رهيبا ومدمرا لوحدة القطر ومشتتا لطاقاته المادية والبشرية وهذا هدف مقصود ومطلوب امريكيا وصهيونيا وليس ثمرة اخطاء التطبيق.
باختصار الليبرالية في الاقطار العربية هي وصفة تخريب المجتمع وتمزيقه شر ممزق، لانها لاتصلح لنا بحكم البيئة الثقافية والاجتماعية والسياسية، وحينما تفرض عمدا وتخطيطا فانها تفتح ابواب الانقسامات اللانهائية والمتعاقبة والمستمرة في المجتمع، وكان قرار ادارة الاحتلال في العراق هو تمزيق الشعب وتفتيت قواه عن طريق لبرلة – اي جعلها ليبرالية - الحياة الحزبية الجديدة بتشجيع تشكيل الاحزاب ودفع افراد لا دور كبير ولا تاثير لهم، لتشكيل احزاب وتزويدهم بالمال وكل متطلبات تشكيل الاحزاب مع انها تعرف ان هؤلاء لن ينجحوا في اقامة احزاب جماهيرية وانما سيكون وضعها وضع حزب الفرد الواحد الذي لا يملك اكثر من انفار من عائلته او اصدقائه او ممن يدفع لهم من اموال امريكا، ومن ثم فان طاقات القوى البشرية سوف تتوزع بين عشرات الاحزاب المفتقرة للقواعد الشعبية وتنعدم فرص بناء حركة جماهيرية قوية ومؤثرة وقادرة على التصدي للاستعمار والتاثير الخارجي.
انه التفتيت المنظم للقطر ليس بيد امريكا والكيان الصهيوني مباشرة بل على يد ابناءه الطامحين للسلطة والزعامة باي ثمن وباي طريقة فتأتي امريكا وتقدم لهم المال والدعم السياسي لتحقيق هذه الطموحات وهي تعرف سلفا انها مستحيلة التحقيق. اقنوم الليبرالية تظهر خطورته هنا بصفته الضامن الرئيس لدغدغة المطامح الانانية والمطامع الخفية للبعض وتنميتها من اجل شرذمة الشعب وتبديد طاقاته الكفاحية لمنعه من الوصول الى حالة من القوة تنشأ عن توحد الارادات الوطنية وهي حالة تمهد للتحرر وطرد الاستعمار واذنابه.
يتبع.
30/10/2011
Almukhtar44@gmail.com
منتدى هديل صدام حسين
الاحد 3 ذو الحجة 1432 / 30 تشرين الاول 2011
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(23)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود (37)
»  اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(21)
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(5)
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود ( 36 )
» اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(20)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى صلاح المختار :: كتابات صلاح المختار-
انتقل الى: