اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(20)
كاتب الموضوع
رسالة
صلاح المختار
عدد المساهمات : 61 تاريخ التسجيل : 12/08/2012
موضوع: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(20) الأحد أغسطس 19, 2012 7:16 pm
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود( 20) منتدى هديل صدام حسين صلاح المختار تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار مالكولم مكريدج مثل عالمي تتويج المخابرات امبراطورا والاعلام جيشه القوي ان انتزاع الانسان من انسانيته وتدميرها، وهو هدف امريكا وحلف النيتو الان، يفضي الى التجرد من كل ايديولوجيا انسانية، واختيار الحروب الاهلية او الصراعات الاقليمية في العالمين الثاني (اوربا الشرقية) والثالث (اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية)، عبارة عن مدخل لابد منه للوصول الى ذلك الهدف، الامر الذي يفرض فرضا على امريكا ومن يقف معها ويشاركها حروبها الصليبية – الصليبية بمعناها اللغوي وليس الديني - خيار التدمير المنظم للاخرين عن طريق العمل المخابراتي ودعمه بالعمل العسكري والدبلوماسي والاقتصادي وغير ذلك، على ان يقوم الاعلام بتمهيد كل الطرق لذلك بصفته الحادلة الاساسية التي تبني الطرق التي يسلكها الغزاة. لقد ثبت منذ انهيار الاتحاد السوفيتي (1991) وقبله الكتلة الشيوعية في اوربا الشرقية (1989) بان دور المخابرات الامريكية كان اهم من العمل العسكري في الوصول الى ذلك الهدف الستراتيجي، فالقوة العسكرية لا تستطيع كسب الحرب وحدها مهما كانت متفوقة لان الشعوب والامم ترد باساليب اخرى تعطل بعض او كل فعالية الاسلحة المتطورة، كحرب العصابات، وكانت تجربة العراق بعد غزوه دليلا جديدا وخطيرا على صحة هذه الحقيقة، فالمقاومة العراقية، ورغم انها كانت ومازالت يتيمة وبدون دعم اقليمي او دولي، نجحت في تحطيم صورة امريكا التي لاتقهر ومرغت انفها في اوحال الفشل والهزيمة رغم استخدام امريكا لافضل الاسلحة واعقد التكنولوجيات وممارستها لاقسى اساليب القمع الجماعي والتعذيب وابادتها لمليوني عراقي بعد الغزو فقط، وكان ما فعلته المقاومة الافغانية للغزو الامريكي عاملا اخرا دفع امريكا لكشف عيوبها البنيوية القاتلة، وما تفجر الازمة المالية الخطيرة الا نتيجة مباشرة للاستنزاف الكبير لامريكا في العراق اولا ثم في افغانستان، مما اجبرها على البحث عن بديل اقل تكلفة لها واشد استنزافا للمقاومة في العراق، وكان تبني ستراتيجية القوة الناعمة والتي تقوم على اعتماد العمل المخابراتي كستراتيجية تقرر انماط العمل الاخرى (العسكري والديبلوماسي وغيرها) هو الحل لازمة فشل امريكا. من هنا فان كل ما نلاحظه من سياسات واساليب امريكية في العالم خصوصا في منطقتنا هو ثمرة اعتماد هذه الستراتيجية، لان العمل المخابراتي بطبيعته خال من الاخلاق والانسانية ويلجأ لاحقر الاساليب من حيث الخداع والتضليل والابادة والغدر، وباساليب بالغة الذكاء والتمويه، ولهذا سمي العمل المخابراتي في الغرب باسم الذكاء (Intelligence)، ومن اهم تلك الخيارات المخابراتية ما يلي : 1- الكذب كستراتيجية : في العصر الافتراضي – الهوليوودي الكذب بكافة اشكاله، ومنه التخيل المفتوح، صار ستراتيجية كبرى معتمدة وليس مجرد تكتيك من بين تكتيكات عديدة، كما كان الكذب عبر التاريخ الانساني، فقنوات الجزيرة والعربية والبيبي سي BBC والسي ان ان CNN تكذب كلها وتلفق كلها وتزور كلها في اطار ستراتيجية بدأ تنفيذها بصورة كاملة ومجددة منذ بدء ما اسمته بطلة (ثورات العرب) هيلاري كلنتون ورفيقها في رقصة التانغو الصهيوني المتطرف برنار هنري ليفي عراب (ثورة) العار في ليبيا ب (ربيع العرب)، وتلك احدى اخطر الاكاذيب لان ما نشهده الان في الواقع هو جحيم العرب الدموي الذي لم نشهد مثله منذ قرون، فقط اقرأوا ارقام الضحايا من العرب في ليبيا وسوريا واليمن وقبل كل ذلك العراق ستدركون انه جحيم حقيقي لاننا في حروبنا مع اسرائيل لم نخسر يوميا ما نخسره الان فيما بيننا! ولم تعد قناة الجزيرة تابه لاكتشاف الكذب، لسبب بسيط وهو انها انشأت واعدت بكوادرها واساليبها من اجل لحظات الكذب الخالص والذي يراد به خداع كتل جماهيرية وزجها في صراعات مهلكة ومدمرة قبل ان تكتشف انها ضحية اكاذيب خالصة او شبه خالصة، وعندها تكون هذه الكتل قد ولجت طريق الدم والثأر ولم يعد اساس موقفها هو اعادة النظر بل تحقيق الانتصار والغلبة مهما كان الثمن. ان امريكا وبريطانيا وفرنسا ترى ان وظيفة الكذب الخالص او شبه الخالص هي اطلاق موجة عارمة من الغضب الجماهيري، كانت تمنعه في العقود الماضية، المعتمد على فكرة صحيحة وهي ان الانظمة العربية فاسدة ومستبدة، ولكن الكذب يتجسد في تقديم امل كاذب بقيام انظمة ديمقراطية غير فاسدة على انقاض ما تهدم ودمر، لان المطلوب ليس انهاء ازمة انظمة فاسدة بل بدا مرحلة الحروب الاهلية العربية وعدم توقفها الا في هدنات مؤقتة، ولذلك لابد من قيام امريكا وفرنسا وبريطانيا ومن يخدمها باعمال تبدأ من التحريض وتصل حد التدخل المسلح بمساعدة بيئة الكذب. وعندما تتحقق الاهداف ويكتشف الكذب فان المسألة تكون قد حسمت وتحقق الهدف الرئيس وهو اثارة الفوضى وسفك الدماء وزرع الثأرات والانتقام، اي اشعال فتيل ازمات متعاقبة ومتسلسلة ومترابطة تملك زخمها الذاتي الذي يحركها لتصل الى بالعرب كلهم الى كهوف الظلام والموت. الاطراف الدولية لايهمها اكتشاف الكذب فهي قوية بما يكفي لحماية نفسها وعندما تنتقد من قبل برلمانات تلك الدول واعلامها وشرفاءها فان الاعتذار والاعتراف بوجود كذب نتيجة خطأ مخابراتي او خطأ المخبر، هو كل ما تفعله، وتستمر الكارثة كما اشعلت وتفجرت، ولا يعاقب احد، هل تتذكرون ان العراق احتل وفقا لفكرة الكذب المتعمد؟ اكاذيب بوش الصغير وتوني بلير اشعلت حرب غزو العراق واعتمدت على الاكاذيب الخالصة المعروفة وعندما تم الغزو وحقق اهدافه الرئيسة الاولية، وفي مقدمتها تدمير العراق وابادة مليوني عراقي وتحطيم الدولة وتفتيت المجتمع وتشريد سبع ملايين عراقي من ديارهم، اعترف بوش وبلير بان اسباب غزو العراق كانت عبارة عن اكاذيب، ومع ذلك استمر الغزو ولم يحقق بالامر ولم يعاقب من كذب ومن ارتكب ابشع الجرائم ضد الانسانية! والانموذج العراقي في ممارسة الكذب من قبل الغرب هو الخط الثابت في نسج وترويج الاكاذيب في الغرب حيث يكتفى عند اكتشاف الكذب بالاعتذار او الاعتراف بحصول خطأ ونسيان الامر! اما لدينا فان كشف الاكاذيب التي روجتها الجزيرة والعربية فسوف لن يكون له رد فعل حاسم وقوي مباشر بل سيتأخر لفترة، ومن سيتأثر هو مستقبل الجزيرة، على اعتبار ان العربية منذ البداية كانت ومازالت تسمى وبحق (العبرية)، وذلك لان هويتها كانت معادية للامة وللقضايا العربية وتقوم على الانحياز ضد القضايا الوطنية والقومية وتفتقر للموضوعية الاعلامية حتى في حدها الادنى، اما الجزيرة فانها ارتدت بدلة الموضوعية وعلقت في رقبتها رباط المهنية طوال سنين وكسبت ملايين المشاهدين الذين احترموها (لانها مهنية ومحايدة وموضوعية)، وخصوصا لانها قامت على كشف الجميع ما عدا امير قطر وعائلته ونظامه، وتلك كانت (هنة خفيفة) احتملها المشاهد وقبلها كثمن لوجود قناة شجاعة وموضوعية وتكشف الانظمة بلا تردد، ولذلك فان اكتشاف ان الجزيرة كانت تكذب عمدا وتلفق وفقا لتخطيط امريكي اصبح واضحا، سوف يجردها من غطاء الحياد والموضوعية ويحول الهنة الصغيرة الى خطيئة كبيرة، الامر الذي يجردها من (الصورة النمطية) التي رسمت لها في السنوات السابقة وبدء مرحلة جديدة من عملها الصريح في خدمة الاستعمار والصهيونية والرجعية الظلامية العربية، بعد ان اصبح انكار اكاذيبها وانحيازها مستحيلا، لقد فقدت الجزيرة هالة الحياد والمهنية واصبحت مثل اي قناة عربية تحركها الحكومة وتخدم اهدافها واهداف من يسيّر الحكومة وهما اسرائيل وامريكا. في هذه العملية المخططة الخاسر الرئيس هو الانسان العربي، باماله التي اجهضت، وبدماءه التي سالت بغزارة، وبشهداءه الذين سقطوا وهم يريدون اسقاط الديكتاتور من اجل حكم الشعب الحقيقي لكنهم رأووا وبعد مرور شهور فقط وليس سنين انهم كانوا ضحية اكبر عملية خداع قام بها الاعلام واستخدمهم، باطلاق غضبهم وانهاء فترة منع تفجره من قبل الانظمة وبقرار ودعم امريكيين، لاسقاط انظمة بقوة الجماهير، ولكن من قطف الثمار ليس الجماهير ولا قواها الوطنية بل وجوه اخرى من نفس النظام حلت محل الفاسد المستبد المعزول لتكرر نفس المسرحية، والتي لن تكتشف الا بعد فوات الوقت وخراب البصرة. بهذا المعنى نرى الكذب ستراتيجية قائمة بذاتها ولم تعد تكتيكا، صحيح انه يخدم ستراتيجية اكبر منه وهي تقسيم الاقطار العربية، لكن تلك الستراتيجية العظمى تحتاج لستراتيجيات فرعية مرحلية وفي مقدمتها اكاذيب الاعلام. بهذا الدور الخطير للاعلام تكون فكرة الكاتب الامريكي توني شوارتز الذي الف كتابا في الثمانينيات عنوانه (الاعلام: الاله الثاني)، (Media the Second God , by Tony Schwartz) قد تحققت الان وصار دور الاعلام اخطر من دور الدبابات والصواريخ، لانه تحول الى الذراع الفولاذية للعمل المخابراتي الغربي الصهيوني. 2- عصر المخابرات : لقد صار الاعلام (الاله الثاني) كما وصفه شوارتز، خصوصا التلفاز ثم الانترنيت، لان دوره اصبح طاغيا في التأثير على وعي الناس وتوجهاتهم، فقررت المخابرات استخدامه لتفتيت وتقسيم الاقطار العربية وتحقيق الاهداف الكبرى للستراتيجيات الغربية والصهيونية القديمة، والتي تعرقل تنفيذ اغلب عناصرها بعد انشاء الكيان الصهيوني، فكان انشاء قناة مؤثرة وجذابة هو الخيار المخابراتي الاول. ان انشاء الجزيرة وكما اكدت الاحداث الاخيرة كان له اهداف بعيدة جدا، فبعد ان اصبحت القناة البريطانية البي بي سي BBC التلفازية والاذاعية، والسي ان ان CNN وغيرهما من الاجهزة الاعلامية الغربية مكشوفة بانحيازها فقل تأثيرها وا انعدم، خصوصا اثناء وبعد حرب العدوان الثلاثيني على العراق في عام 1991، برزت ضرورة انشاء قناة باللغة العربية تقوم على مهنية عالية واداء ممتاز، والاهم ان تتميز بالقدرة على كسب عقول وقلوب العرب الذين سحقهم الاعلام الحكومي المتخلف واذاهم الاعلام المهني المنحاز الذي يملكه الغرب، فكانت الجزيرة هي الخيار، بعد فشل انشاء قناة تلفازية بريطانية بالعربية، فنقلت العناصر الاعلامية التي تدربت وتأهلت مهنيا، ودون ادنى شك درب بعضها استخباريا في بريطانيا، الى الجزيرة فظهرت فجاة وبدون تدرج قناة كاملة الاركان : مقدموا برامج مؤهلون، حرفيتهم عالية، جرأة كبيرة جدا في نقد كل الانظمة العربية باستثناء ممولها امير قطر طبعا! وتلك كانت الشروط المطلوبة لكسب عقول الناس في الوطن العربي، فعلقت الملايين املها على الجزيرة ورات فيها من شدة فرحتها البديل العربي المهني والكفوء والمحايد الذي يسلط الاضواء على الفساد والديكتاتورية، وكان التعاطف مع العراق في بداية انشاءها خطا واضحا، وذلك لان الشارع العربي كان يدعم العراق بعد تعرضه للعدوان الثلاثيني وصموده وخروجه ناجحا في منع اسقاط النظام او غزو العراق. هذه القناة، وتحت شعار تجاوز المحظورات التي وضعتها الانظمة العربية، غطت بعملها كل جوانب الحياة السياسية والاخلاقية والاجتماعية والفكرية، وكان عملها منظما وقائما على تنفيذ خطط متتابعة مرسومة سلفا من قبل الاجهزة الامريكية والبريطانية والاسرائيلية، ولم يكن خافيا على المختصين والساسة المجربين انها كانت تقوم بدور خطير يلفت الانتباه يتجاوز حدود الاعلام ويدخل في قلاع قيم المجتمع ومفاهيمه وستراتيجيات الامة التقليدية، مثل الترويج للتطبيع مع الكيان الصهيوني واعادة الاعتبار لمفهوم الاستعمار وتمجيده. في عصر المخابرات تسخر كل العلوم وكل الاكتشافات والاختراعات لاجل السيطرة على الامم الاخرى واستعمار الغرب للعالم بحروب خفية، غالبا ليست عسكرية وانما باستغلال محركات الانسان الغريزية من اجل اخضاعه له، واستخدام واحدة من اعظم انجازات امريكا وهي هولي وود، والتي عدها غاندي اعظم انجازات امريكا وقدمها على انجازاتها التكنولوجية، فهولي وود ساحرة خطيرة تتغلغل في النفس وتحرك الاماني السرية للبشر وتدغدغها، خصوصا الاماني المستحيلة التحقيق والتي يجدها امامه في افلام هولي وود التي تصنع كل مستحيل من طيران الانسان بلا طائرة وانما بقدرته، وتغييره للاشياء غير القابلة للتغيير وانتقالاته بين الازمان ورؤية مخلوقات غير موجودة لكنها تبدو كانها حية امامنا، والالتقاء بالاموات او بمخلوقات من كواكب اخرى..الخ كل ما هو مستحيل يمكن ان تحققه لك هولي وود بفضل خدعها البصرية والسمعية الخارقة للتصور، لدرجة ان الابهار يصيب حتى من يعرف انها خدع سنمائية. وهنا لابد من الاشارة الى حقيقة لم تعد خافية وهي ان هولي وود لا تنتج الافلام بصورة عفوية غالبا فالافلام الكبرى نتاج جهد اطباء وعلماء نفس وكيمياء وفيزياء ورياضيات وخبراء اعلام، ومهندسين...الخ، لذلك فانك حينما تشاهدها تظن انها حقيقة وغالبا ما تتصارع فيك فكرة انها حقيقية وفكرة انها خيال، ويتمتع بها المثقف قبل الانسان العادي رغم انه يعرف انها محض متعة. لقد دغدغت اجهزة امريكا اعمق مافي الانسان من كوامن غامضة وحركتها واستخدمتها لاجل السيطرة عليه، وما يجري الان خضع لنفس قاعدة عمل هولي وود، فمن اجل احداث انتفاضات وثورات في الاقطار العربية لابد من الاعتماد على الحقائق الميدانية واستغلالها لتحريك الملايين وكسب تعاطف حتى اعداء امريكا مع امريكا، ولذلك فان ما يجري ليس نتاج حدث عفوي، بل هو ثمرة اعداد طويل وتسخير كل العلوم والفنون لاجل تحقيق عملية تفجير انتفاضات عربية تفضي ليس لتحرير الاقطار العربية من الديكتاتورية والفساد بل من اجل تقسيم الاقطار العربية بعد نشر الفوضى الهلاكة في كل مكان. وكانت انتفاضة تونس العفوية مناسبة لتحديد وقت تفجير الاحداث الاخرى من جهة وللسيطرة عل عفوية انتفاضة تونس وتحويلها الى جزء من مخطط صنع اكثر من فيتنام من جهة ثانية. وعلينا ان نؤكد مرة اخرى واخرى وبلا كلل على ما يلي : ان الجماهير العربية خصوصا ملايين مصر كانت تقوم بدور وطني عظيم وخرجت بقرار ذاتي بعد توفر الفرصة لها والتي منعت طوال عقود، لكن هذه الجماهير لم تكن تحدد مسار الاحداث ولا اغلب شعاراته بل كانت تريد تحقيق اهدافها القديمة والتي وجدت فرصة في العمل العلني من اجل تحقيقها بعد ان رفعت امريكا حمايتها عن الانظمة ودعمت عملية تغييرها. هل تذكر كم مرة وصلت في تفكيرك الى شعور طاغ وعميق بانك على وشك ان تفقد الامل نهائيا في الخلاص من عذاباتك وتواجه كارثة تأبيد المعاناة، لكنك في لحظة طارئة ترى بصيص امل يقدح في ذهنك بواسطة مشهد ما، كفيلم مؤثر او حادثة تمس اعمق اعماق الانسان، فتصبح اسير فكرة ان عليك اغتنام الفرصة والامل الطارئ مهما كان ضعيفا من اجل تحقيق التحرر من وضعك اللاانساني؟ هل مررت بهذه اللحظة؟ اعتقد بان كل منا مر بها، وهذه الحالة الانسانية الطبيعية هي التي استغلت من قبل المخابرات الامريكية ففجرت ليس الامل بالتغيير بل رأينا التغيير بذاته بسقوط نظامين فاسدين وديكتاتوريين كانت الملايين تتمنى وبلا امل سقوطهما، وعندها انطلقت كوامننا وتراكضت امالنا المحبطة فرحة لان الامل بالتغيير طغى، واغلق فم المنطق والخبرة وتركت افواه العاطفة البشرية المشروعة تتحدث وحدها عن بروز فرصة وامل لابد من اغتنامهما وعدم اضاعتهما. انها لحظات لن تتكرر لذلك لابد من العمل والمبادرة قبل فوات الاوان. تلك هي دغدغة مشاعرنا المكتومة وامالنا المحبطة : هولي وود بكل ارثها وفنها وعلمها وضعت سيناريو التغيير وانتجت فيلما تفاعليا رائعا في مصر، وليس فيلما عاديا، راينا فيه الملايين تخرج من اجل اسقاط الديكتاتور الفاسد، وبالفعل بقوتها واصرارها سقط ولم يسقطه انقلاب عسكري كان سيكون كأي انقلاب لا احد يثق به كثيرا ولا (يحرث ارض) مصر كلها بقيمها وتقاليدها وروابطها، ويعد مثل عشرات الانقلابات في حياتنا، وذلك ليس هو المطلوب، لان المطلوب في الواقع هو صنع احداث كارثية عميقة الاثر تحرك كوامننا وتغير مجرى حياتنا نحو الظلام والتشرذم، ولذلك لم تكن صدفة ان الاحداث التي تفجرت لم تتمخض عن انتصار وتغيير حقيقي، ولم تتوقف بل هي تزداد دموية وعنفا وزرعا للثأرات بين العرب، رغم مرور ثمانية اشهر كانت كافية للحسم لو كان الحسم مطلوبا، بل صار سفك الدماء هو الهدف الحقيقي، كما في ليبيا وسوريا واليمن، او ازمة تشرذم عارمة تجتاح كل الوطن العربي وشملت حتى العائلة الواحدة. أيها السادة : اننا نعيش هذه المرحلة من العمل المخابراتي الغربي الصهيوني الذي عبر عن نفسه في قنوات تلفازية وافلام مبهرة، تنتجها ستوديوهات انشأت في قطر وغيرها، وهدفها تمزيقنا اربا اربا وعدم السماح بتوقف موجات القتل والتشرذم حتى تنهار كل اقطارنا واحدا بعد الاخر، الان الدور على الانظمة الجمهورية وبمساعدة الانظمة الملكية، ولكن حالما تنتهي هذه العملية فسوف نرى رؤوس الامراء والملوك العرب تتطاير بطريقة اسوأ مما تطايرت رؤوس الرؤوساء. يتبع. 1/10/2011 Almukhtar44@gmail.com صلاح المختار: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 19 صلاح المختار: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 18 صلاح المختار: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 17 صلاح المختار: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 16 صلاح المختار: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 15 صلاح المختار: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 14 صلاح المختار: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 13 صلاح المختار: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 12 صلاح المختار: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 11 صلاح المختار: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 10 صلاح المختار: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 9 صلاح المختار: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 8 صلاح المختار: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 7 صلاح المختار: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 6 صلاح المختار: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 5 صلاح المختار: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 4 صلاح المختار: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 3 صلاح المختار: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 2 صلاح المختار: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 1 منتدى هديل صدام حسين السبت 3 ذو القعدة 1432 / 1 تشرين الاول 2011
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(20)
موضوع: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(20) 
الأحد أغسطس 19, 2012 7:16 pm
