موضوع: المعتقدات تمنع ترميم معالم تاريخية في العراق الإثنين سبتمبر 24, 2012 7:50 pm
المعتقدات تمنع ترميم معالم تاريخية في العراق 2012-09-23 في الشأن العراقي :على رغم ان الجانب الاحادي من الاهتمام والتطوير نجح في استقطاب الكثير من رواد السياحة الدينية وزوار العتبات المقدسة في العراق، الا ان ذلك يحدث على انقاض سياحة آثارية لم يبق منها إلا فعاليات متواضعة ، لم تنل الاهتمام إلا بالقدر اليسير. وفي وقت يزور فيه العتبات المقدسة والمرافق الدينية الآلاف من الزوار سنويا فان أعداد القاصدين للمناطق الآثارية لا يتعدى المئات بل ان البعض منها لا يصله سنويا إلا النفر القليل . لكن مدرس التاريخ احمد سلمان يرى ان السياحة الدينية والاثارية يكملان بعضهما اذا ما وضعت الخطط المناسبة. ويتابع : التقيت الكثير من الزوار الاجانب يشتكون من ان برامج سفراتهم تشتمل فقط على زيارة العتبات المقدسة في حين ان بالإمكان شمول المناطق الاثارية بهذا الزيارات التي هي (دينية) في الاساس . وفي مناطق جنوب ووسط العراق فان مئات الزوار يصلون شهريا لاسيما من ايران والبحرين ودول الخليج واوربا ودول العالم المختلفة . ويقول سالم حسين من البحرين انه جاء يزور العتيات المقدسة في كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد) و النجف ( 160 كم جنوبي بغداد) ، وتمنى لو ان زيارته تضمنت المناطق التاريخية والاثارية في العراق لكنه يعترف انه لمس اللامبالاة حتى بين العراقيين انفسهم ، اضافة الى افتقار الاسواق والفنادق والمؤسسات الثقافية على الخرائط والإرشادات السياحية ومما يساعد على إزدهار السياحة الدينية في العراق وجود العشرات من مراقد الائمة لدى المسلمين الشيعة والسنة بشكل عام ، كما تضم ارض العراق مزارات العديد من الانبياء. وغالبا ما ترتبط السياحة الدينية بالمناسبات المقدسة والمهرجانات الدينية والطقوس العبادية ، وتقتصر على المناطق ذات التأريخ الديني القديم . من جانبه يوضح المستثمر سعد حسن ان الاستثمار في العراق اليوم يركز على السياحة الدينية وتطوير المرافق الدينية ، مما يتوجب إقناع المسثتمرين بان الاستثمار في المناطق الآثرية يعتبر جزءا مكملا للاستثمار في المناطق والمدن الدينية وانه لا يتعارض معه . كما يشير الى ان السياحة الدينية غالبا ما تكون الى معالم دينية التي هي اضافة الى قيمتها الدينية فانها ذات قيمة اثارية وتأريخية لانها بُنيت منذ آلاف السنين . لكن سعد المولى يتخوف من ( اسلمة ) بعض فعاليات السياحة فيما يتعلق بالترميم . ومن أمثلة ذلك بحسب المولى قصر الامارة في الكوفة ( 150 كم جنوبي بغداد) الذي بناه أبا الهيجاء الأسدي لسعد بن أبي وقاص عندما بنى الكوفة سنة 17هـ . فعلى رغم اهمية القصر التاريخية الا انه ترك عرضة للمياه الجوفية والتعرية والكلاب السائبة . ويحسب المولى فان سبب عدم صيانة المكان يعود الى اسباب دينية حيث يعتقد البعض ان بقاء القصر بهذه الصورة ( المهملة ) عِبْرة الهية لكي يرى الناس مصير الطغاة والمتجبرين. وبينما لا يزور قصر الامارة الا افراد قلائل فان بيت الامام علي الذي يقع بجوار القصر يشهد زيارات بمليونية في كل عام. ويقول رجل الدين احمد الياس: ان في هذا عبرة لمن اعتبر. لكنه يعترف ان للقصر قيمة تاريخية ولابد من انقاذه مما حل به من اضرار تكاد تزيله من سطح الارض بسبب المياه الجوفية وعوامل التعرية. ومع الاستقرار الأمني فان المستثمر عماد كامل الذي يعمل في قطاع الفندقة في بغداد والنجف وكربلاء فان السياح والمستثمرين بدؤوا يتدفقون بشكل متزايد الى العراق . ويقول عماد ان الشكوك التي كانت تنتاب المستثمر والسائح زالت اليوم مع انحسار العنف ، وتبني الكثير من الجهات الدينية منهج الاعتدال في نظرتها الى السياحة والموقع التاريخية. الجدير بالذكر ان اغلب فنادق السياحة في العراق ، والمرافق السياحية في المناطق الآثرية تمتنع عن تقديم المشروبات والأكلات التي تتعارض مع الشريعة الاسلامية ، مما يتوجب على السائح لاسيما الأجنبي أخذ ذلك في عين الاعتبار. منتدى/ هديل صدام حسين sahmod.2012@hotmail.com المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في منتدانا لا تعبر عن راي المنتدى بل عن راي الكاتب فقط