المدافعون عن الاستعمار الايراني : من هم ؟ ﴿ الحلقة التاسعة ﴾
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد المساهمات : 15 تاريخ التسجيل : 20/07/2012
موضوع: المدافعون عن الاستعمار الايراني : من هم ؟ ﴿ الحلقة التاسعة ﴾ الأحد أغسطس 19, 2012 7:31 am
المدافعون عن الاستعمار الايراني : من هم ؟ ﴿ الحلقة التاسعة ﴾ صلاح المختار الصديق هو الذي يعرف اغنية قلبك ويستطيع ان يغنيها لك عندما تنسى كلماتها مثل حماس : تحرير فلسطين ام دولة قزمة ؟ ان موقف حماس تغير عمليا ورسميا ولم يعد كما كان في بداية بروزها . ان احتلال فلسطين كان بداية الصراع الكبير الدائر الان ، وكان هدف تحرير فلسطين من البحر الى النهر هو الاساس في جعل الصراع الرئيسي يدور في ساحة فلسطين وحولها ، هذه حقيقة تاريخية وواقعية ، ولكن اذا نظرنا الان الى الساحة الفلسطينية ماذا نجد ؟ بعد ان تخلت قيادة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية عن هدف تحرير فلسطين وقبلت بدويلة مقزمة في الضفة والقطاع تحول الهدف الرسمي الفلسطيني من التحرير الى الاستسلام ، وبرزت حماس وهي تحمل اهداف حركة التحرر الوطني العربية الاصلية ، اي تحرير فلسطين من النهر الى البحر ، وملأت الفراغ الذي حدث نتيجة تخلي فتح عن تحرير فلسطين ، ولكن ما ان تورطت حماس في الانتخابات واستلمت الحكم حتى بدأت تتبع خطى فتح في ابداء الاستعداد للقبول بالكيان الصهيوني . لقد اكد ذلك خالد مشعل واسماعيل هنية في عدة تصريحات معلنة وموجودة ، بان حماس ستقبل بدولة في الضفة وغزة ، وكان ابرز موقف رسمي هو تأكيد ذلك الموقف الجديد في تصريحات خالد مشعل حول حل الدولتين ، يقول مشعل بالحرف الواحد لصحيفة ' نيويورك تايمز ' التي اجرت معه مقابلة في دمشق ما يلي : ( ان الحركة ستدعم الحل القائم على دولتين ضمن حدود 1967) ، الا انه اكد مجددا على انه غير مستعد للاعتراف بالدولة العبرية ، ويجب تذكر ان هذا تسويق للاعتراف باسرائيل قامت به فتح قبل ذلك في اطار تقسيط الاعتراف بالكيان الصهيوني لان من غير المنطقي القفز من الرفض الى الاعتراف . وفيما اعتبرته الصحيفة تغييرا محدودا في الموقف من العملية السلمية واشارات الى ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما وحلفائه الغربيين ، قال مشعل ان الحركة تعمل على اقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967، أي في الضفة الغربية وغزة . وقال ( اعد الادارة الامريكية والمجتمع الدولي اننا سنكون جزءا من الحل ، في الوقت الحالي ) ، وتقول الصحيفة الامريكية (. لكن مشعل دعا المراقبين الخارجيين لتناسي او تجاهل ما ورد في ميثاق حماس الداعي الى اقامة دولة فلسطينية من نهر الاردن الى البحر المتوسط ، وهي حدود فلسطين التاريخية ). وهو ما يفهم منه انه دعوة لتدمير اسرائيل ، كما لم يفت الصحيفة الاشارة الى ما اقتبسه الميثاق مما يعرف ببروتوكولات حكماء صهيون ، وهذا التنبيه من مشعل الى ان ما ورد في الميثاق والاستشهاد ببروتوكولات حكماء صهيون قد تم التخلي عنه الان هو نفسه ما قامت به عناصر فتح اثناء التمهيد للاعتراف باسرائيل. وبغض النظر عن اي تفسير لهذا الموقف فانه يعني ، اول ما يعني واهم ما يعني ، التخلي عن هدف تحرير فلسطين كل فلسطين . ولذلك فان السؤال المركزي الان هو ما هي اهداف حماس ؟ ان اهداف حماس بلا مواربة هي دويلة في الضفة والقطاع مقابل التخلي عن فلسطين التاريخية . هل من ينكر ذلك ؟ ووصل الامر بحماس حد عدم التوقف عند دعم حل الدولتين في فلسطين بل تعداه الى دعم مسيرة التسوية السلمية بين الانظمة العربية والعدو الصهيوني ، ففي تقرير لوكالة فلسطين للاعلام والمعلومات ( 3 / 5 / 2009 ) قال قياديان في حركة حماس ، يحيى موسى وعاطف عدوان ، في تصريحات لـ « الشرق الأوسط »، أن حماس راضية عن الدور السوري في دعم القضية الفلسطينية ، وقالا إن حماس تحترم الخيار السوري بإجراء مفاوضات مع إسرائيل ، وهي مفاوضات مشروعة ، وإنه لا داعي للقلق من نتائج هذه المفاوضات . جاء ذلك في تعقيب لهما على حديث للرئيس السوري بشار الأسد نشرته « الشرق الأوسط » يوم الثلاثاء الماضي ، قال فيه إن حماس وحزب الله لن يهاجما إسرائيل عبر سورية ، مشيرا إلى أنه توصل في المفاوضات المباشرة مع إسرائيل بوساطة تركيا إلى مرحلة أقرب إلى الاتفاق مما كان عليه الحال أيام مفاوضات والده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها إيهود باراك والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون عام 2000 . هذه مواقف حماس واضحة ولاتقبل التاويل باي شكل ، وهي أصبحت تتطابق من حيث الجوهر مع مواقف فتح والانظمة العربية من التسوية السياسية ، واذا وجدت خلافات فهي خلافات حول التفاصيل وليس حول الجوهر ، مادام مبدأ الاعتراف باسرائيل قد قبل رسميا او فعليا عبر القبول بحل الدولتين ، والذي يعني ، ونكرر اول ما يعني واهم ما يعني ، التخلي عن اكثر من 85 % من ارض فلسطين مقابل موافقة الكيان الصهيوني على اقامة دويلة قزمة ومقزمة في الضفة والقطاع بعد اقتطاع مناطق تضم لاسرائيل . وهنا علينا ان لاننسى ابدا ان الجوهر والاساس في القضية الفلسطينية هو احتلال اراضي عام 1948 وليس الضفة الغربية وقطاع غزة ، لان احتلالهما فرع تابع للاصل وهو احتلال عام 1948 . من هنا فان الفرق الجوهري بين حماس وفتح والانظمة العربية قد زال ولم يعد قائما . ويترتب على هذه الحقيقة امر مهم جدا وهو ان الصراع الحالي بين حماس والكيان الصهيوني لا يدور حول تحرير فلسطين من البحر الى النهر ، كما كان الامر في بداية نشوء حماس ، بل حول حجم وطبيعة الدويلة الفلسطينية في الضفة والقطاع ، لذلك فانه صراع يتم في اطار الوضع الحالي المقبول من قبل حماس وليس خارجه او من اجل تغييره كما كان الامر فيما مضى . ان الكارثة التي حلت بامتنا منذ زيارة السادات للقدس تتبدى باشكال مختلفة خطوة بعد خطوة ، والان وصلنا الى حالة لم يعد بين الفصائل الفلسطينية الرئيسية من يتمسك بتحرير كل فلسطين ، وصار العربي الذي يعلن تمسكه بتحرير كل فلسطين موضع غضب وتخوف حركات فلسطينية ونقمتها . وتصل تراجيديا الانسان العربي الذي يدافع عن تحرير كل فلسطين ، ويستشهد من اجل ذلك كما حصل للشهيد القائد صدام حسين ، درجة التشفي ، من قبل البعض الفلسطيني الناطق بالفارسية ، باعدامه او الصمت على ذلك والاكتفاء بكلمات عابرة خجولة – خجولة من ايران - تدين اعدامه مع انه هتف في اخر لحظات في حياته باسم فلسطين ! كنا نتوقع ان يكون الصوت الاكثر ارتفاعا في تمجيد صدام ، وهو اول ملك او امير او رئيس عربي أستشهد من اجل فلسطين ، هو الصوت الرسمي الفلسطيني في غزة والضفة والمهاجر ، لكننا مع الاسف صدمنا بان الصوت الفلسطيني الرسمي - وليس الشعبي – كان اخفت الاصوات العربية واكثرها تحفظا في اطراء شهيد عظيم مات وهو يهتف بحياة فلسطين ، وهي حالة غير مسبوقة في تاريخ النضال العربي من اجل تحرير فلسطين ، سجلت قصتها بحفر عميقة في الضمير العراقي وسوف تقرأ لاحقا ، بعد تحرير العراق قريبا ، بصوت عال يهز عروش من صمت ومن تشفى ومن تواطأ حول غزو العراق باسم فلسطين ! نعم نقولها بصراحة ان الصمت على اعدام الشهيد صدام حسين ، والتشفي به ، كان احد اسبابه هو الخوف من شبح الشعار الاول والهدف الاول لكافة المناضلين العرب وهو تحرير فلسطين ، كل فلسطين ، لان صدام حسين يذكّر هؤلاء بماض نضالي عظيم كانوا عليه وتم تجاهله من قبلهم ، لذلك فانه تذكير مؤلم لمن مازال لديه ضمير . اذن ، وبما ان الصراع في ساحة فلسطين يدور بين حل الدولتين ، كما تريد امريكا واتحاد اوربا واغلب المنظمات الفلسطينية والنظم العربية ، وحل الحكم الذاتي او دولة بحدود مؤقتة ، كما يريد نتنياهو ، وفي الحالتين لم يعد يوجد برنامج وطني لتحرير فلسطين كلها لدى حماس وفتح ، فان الساحة الفلسطينية لم تعد ساحة الصراع الرئيسي ، بل هي ساحة صراع ثانوي سلمي مدعوم بالضغط العسكري أحيانا ، يدور حول حجم وطبيعة الدويلة الفلسطينية . ولا يجوز ان نتجاهل ان اخطر ما في هذا الصراع هو انه صراع لا يمس الحالة القائمة ، وهي حالة احتلال فلسطين ، ولا يريد تغييرها بل يكرسها باكمال الاعتراف العربي الشامل بالكيان الصهيوني وانضمام حماس الى فتح في تصفية القضية الفلسطينية . انه نضال ضمن الحالة القائمة ولا ينطوي على هدف ثوري يقلب الاوضاع راسا على عقب ، كما كان الحال حتى قبول قرار 242 وما بني عليه من مشاريع تصفوية . وهنا يجب ان نعيد التأكيد على مسألة حيوية وهي ان تحول فلسطين الى ساحة صراع ثانوي من اجل تعديل شروط ما يسمى ( الحل السلمي ) ، في هذه المرحلة من الصراع العام ، لا يعني ، ولا يقود الى تغيير الموقف القومي العربي والوطني الاصليين وهو ان تحرير فلسطين كلها مازال وسيبقى الهدف الاول والاهم في النضال القومي العربي ، وان قضية العرب المركزية الاولى بلا منازع مازالت وستبقى هي قضية فلسطين . لقد تحول مركز الصراع فقط من فلسطين وماحولها الى العراق وبقي جوهره الثابت تحرير فلسطين ، مع ملاحظة ان تحرير العراق لابد ان يكون المقدمة الطبيعية لتحرير فلسطين في اطار تعاقب حروب تحرير الامة العربية . وثمة حقيقة بارزة لابد من الانتباه اليها يجب ان لا تغيب عن البال ابدا وهي ان درع الكيان الصهيوني الاهم وحاميه الاول ومصدر ديمومته الأساسي ومزوده الرئيسي بالقوة والمال هو الولايات المتحدة الامريكية ، لذلك فعندما تهزم امريكا عسكريا وسايكولوجيا واقتصاديا في العراق ، وهي هزيمة مندمجة عضويا بانهيار قدرة امريكا العامة على خوض الحروب او الازمات الساخنة ، فان تلك الهزيمة تفتح الابواب مجددا امام تحرير فلسطين ، كل فلسطين من البحر الى النهر ، بعد ان ينكشف الكيان الصهيوني ستراتيجيا ويفقد درعه الاساسي وتجف او تتقزم منابع قوته العامة ، ويتحول العراق المحرر الى قاعدة تحرر عربية يكون تحرير فلسطين اول واهم اهدافها . ان ام الحقائق الستراتيجية التي يجب ان لا تغيب عن بال أي انسان ، يعرف الحد الادنى من مبادئ الستراتيجية والتكتيك ، او يريد معرفة حقيقة التوازنات والمكونات الستراتيجية للوضع الاقليمي والعالمي ، هي حقيقة انه في العراق تدور معركة الامة العربية الاعظم – بل معركة الانسانية كلها - ليس فقط لان العدو المشترك ( الامريكي الصهيوني الايراني ) يحشد كل قواه فيها بل أيضا لانها معركة استعمار كلاسيكي تورط فيها الاستعمار الامريكي بغزو ظنه سهلا لكنه اكتشف انه وقع في فخ قاتل ، لذلك فان المعركة في العراق تقوم على تغيير الامر الواقع الظالم جذريا وليس العمل ضمنه ولا الحفاظ عليه ، كما في ساحة فلسطين او ايران او لبنان وغيره حيث تجري عملية عض اصابع من اجل تغيير شروط التسوية او المساومة ، وهذا التغيير المطلوب يقوم لاول مرة على فرض ارادة الامة العربية ومقاومتها الباسلة في العراق على العدو المشترك . أذن موقف حماس من التسوية هو موقف تساومي استسلامي يقبل بالامر الواقع الحالي ولا يختلف عن موقف أي نظام عربي ، بل هو اسوأ لان الحاكم العربي يتعامل مع فلسطين كقطر اخر ليس قطره اما فلسطين فانها الوطن الصغير لحماس ولهذا فانها بتفريطها بارض فلسطين تجعل السادات اخلص لقطره من اخلاصها لفلسطين . اما موقف حماس من ايران ، وهو موقف الدعم بقوة لها رغم جرائمها في العراق والاقطار العربية ، فانه لا يتعدى كونه موقف حركة تريد تحقيق مكاسب حركية على حساب ليس فلسطين فقط بل على حساب العراق ، وهو جمجمة العرب واملهم في التحرير ، وعلى حساب الامة كلها من المحيط الى الخليج حيث تقوم ايران بالمشاركة مع امريكا والصهيونية في تفتيتها وتقسيمها وشرذمتها على اسس طائفية وعرقية . وهنا تضع حماس نفسها على فولاذ ساخن وليس صفيح ساخن ، وعليها ان تعرف ، الان وليس غدا ، معنى ونتائج الوقوف على فولاذ ساخن وما يميزه عن الصفيح الساخن ، قبل فوات اولان . وعلى من يدافع عن موقف حماس من ايران بعد ان قبلت بدويلة قزمة ومقزمة واوقفت اطلاق الصواريخ على المستوطنات ، ان يتذكر ان حماس التي يشير اليها هي حماس الدولتين وليست حماس فلسطين المائين ، وهي لذلك لا تستحق ان يضحى بالعراق من اجل دعمها . يتبع ملاحظة كتبت هذه الدراسة بين أيار/ مايو و آب / اوغست 2009 لكنها تركت مؤقتا ولم تنشر ، والان ننشرها بعد اضافة تصريحات ايرانية جديدة اطلقت في الاسابيع الماضية ، ووقوع احداث في ايران ولبنان وغيرهما اكدت ما ورد فيها . salahalmukhtar@gmail.com
المدافعون عن الاستعمار الايراني : من هم ؟ ﴿ الحلقة التاسعة ﴾