المدافعون عن الاستعمار الايراني : من هم ؟ ﴿ الحلقة الثامنة ﴾
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
عدد المساهمات : 155 تاريخ التسجيل : 12/08/2012
موضوع: المدافعون عن الاستعمار الايراني : من هم ؟ ﴿ الحلقة الثامنة ﴾ الأحد أغسطس 19, 2012 7:50 am
المدافعون عن الاستعمار الايراني : من هم ؟ ﴿ الحلقة الثامنة ﴾ صلاح المختار الصديق هو الذي يعرف اغنية قلبك ويستطيع ان يغنيها لك عندما تنسى كلماتها مثل وظيفة الستربتيز : كشف الحيل المخبوءة هنا نصل الى منطقة الضوء الساطع والذي يجعل حيل الطابور الايراني تنكشف الواحدة اثر الاخرى على مسرح البديهيات الستراتيجية ، والقومية والوطنية ، التي تميز الثانوي عن الرئيسي خصوصا في تحديد دور حزب الله وايران وحماس والمقاومة العراقية . حزب الله حزب مساوم وليس حزب مقاوم لتجنب الجدل البيزنطي حول تحديد الهوية الحقيقية لحزب الله وتقييم دوره الحالي ينبغي مناقشة واقعه وممارساته الفعلية ونوعية صلته بايران وتوقيتات عملياته العسكرية او فعالياته السياسية في ضوء الحقائق التالية كي يكون حكمنا موضوعيا : 1 – المقاومة وسيلة وليست غاية : حينما احتل الكيان الصهيوني جنوب لبنان اصبح تحريره واجبا وطنيا لابد منه ، وبسبب هذه الحقيقة فان معركة المقاومة اللبنانية مع الكيان الصهيوني انتهت بتحرير جنوب لبنان ، لان المقاومة المسلحة ليست غاية بحد ذاتها بل هي اسلوب ووسيلة ، وحينما يتحرر الوطن او الجزء المحتل منه تنتهي المقاومة ، وما بقي من قرى محتلة كمزارع شبعا لم يعد محور اهتمام حزب الله ، بدليل انه لم يقم باي عملية مسلحة في المزارع ضد الاحتلال ، بل انه منذ تحرير الجنوب يقوم بمناوراته السياسية والنفسية في مناطق اخرى من لبنان . ان تحرير مزارع شبعا حتى لو كان هدفا لحزب الله فهو هدف ثانوي وقضية ملحقة بالصراعات الرئيسية في المنطقة ، ولا يشكل بالمعايير الستراتيجية قضية رئيسية ، على مستوى الستراتيجية العربية العامة ، خصوصا وان حزب الله لم يضع خطة عسكرية لتحريرها ولم يحول مزارع شبعا الى ساحة حرب تحرير ، وترك الامر للمفاوضات . 2 – وظيفة سلاح المقاومة : والسؤال الجوهري هنا هو : هل تستحق مزارع شبعا ان يبقى حزب الله منظمة اقوى من الدولة اللبنانية ويستخدم هذه القوة الفائضة لابتزاز الدولة والمجتمع ولاستعباد اللبنانيين والاعتداء عليهم وقتلهم ، كما حصل حينما احتل بيروت في صيف عام 2008 وقتل اكثر من مائة لبناني مع انه وعد اكثر من مرة بعدم استخدام سلاح المقاومة ضد لبنانيين ؟ وهل يجوز ان يستخدم قوته التي بناها تحت غطاء مقاومة الاحتلال الاسرائيلي ، ليسيطر على مطار بيروت ويستخدمه لامرار الاف الايرانيين الى لبنان ، والذين يعملون على تغيير بنية لبنان التقليدية وتحويله من قطر عربي الى مخفر ايراني امامي للتأمر على الامة العربية وليس على الكيان الصهيوني ؟ لقد قام حزب الله بتأهيل نفسه سايكولوجيا بخوض صراعات مع الكيان الصهيوني اثناء احتلاله للجنوب من اجل اكتساب سمعة طيبة واستغلالها فيما بعد للسيطرة في الداخل خدمة للمخطط الايراني الاقليمي الذي نراه الان بوضوح لا ينكره الا اعمى البصر والبصيرة . 3 – هدف حزب الله : هناك افراد في الطابور الخامس الايراني يدعي ان حزب الله وجد من اجل تحرير فلسطين وانه اداة مواجهة مع الكيان الصهيوني ! هل هذا صحيح ؟ ام انه دعاية بائسة ؟ اننا لا نريد الاستناد الى مصادر غير مصادر حزب الله في تحديد طبيعته واهدافه الستراتيجية ودوره ، ادخلوا شبكة حزب الله واقرأوا ما يريده نصر الله ، الذي قال بان هدفه ليس تحرير فلسطين وانما تحرير الارض اللبنانية المحتلة وانه يدعم المقاومة الفلسطينية المسئولة عن تحرير الارض الفلسطينية ، والان وقد تحرر الجنوب فان اهم سؤال يطرح هو : لم بقي حزب الله في لبنان بقوته الفائقة التي لن تستخدم بعد الان ضد الكيان الصهيوني ، وهو ما قلناه مباشرا بعد حرب 2006 ، لان امريكا والكيان الصهيوني ابلغا ايران بعد حرب عام 2006 بان أي ازمة كبيرة يفتعلها حزب الله سوف يكون الرد عليها بضرب طهران بالذات ؟ 4 – الانتماء الرئيسي لحزب الله : لقد جرى تضمين الولاء والإنتماء لإيران وللخميني ولولاية الفقيه في بيان حزب الله التأسيسي عام 1985 الذي جاء فيه (إننا ابناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في ايران ... نلتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط وتتجسد حاضراً بالامام المسدد آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني) . لنتذكر متى صدر هذا البيان لان ذلك مهم جدا في تحديد وظيفة وهوية حزب الله ، فعام 1985 كان عاما شرسا من اعوام الحرب التي فرضتها ايران على العراق والتي استمرت ثمانية اعوام ، لذلك فان وقوف حزب يفترض انه عربي الانتماء مع ايران خميني ، ذات النهج القومي الفارسي المعادي للامة العربية ، والتي تحارب العراق والقومية العربية علنا ورسميا ( خميني كفّر القومية العربية ) يبرز خطورة كون هذا الحزب ذراعا ايرانية رسمية وفعلية . انه بولاءه والتزامه يتبع ايران ويخضع لها وليس للبنان ولمصلحته الوطنية ، والديل هو انه حين تتعارض مصالح لبنان مع مصالح ايران فان حزب الله يتبع اوامر مرجعيته الرسمية والفعلية وليس اوامر الدولة اللبنانية او متقتضيات المصلحة اللبنانية . لقد اصبحت الطائفة هي الهوية وليس الوطنية او القومية ، وذلك انقلاب خطير جدا على مستقبل الامة العربية بكافة اقطارها ، وبالاضافة لتجربة لبنان منذ عام 2006 ، حينما اشعل حزب الله حربا مع الكيان الصهيوني لم تكن للبنان مصلحة فيها وانما صممت لخدمة ستراتيجية ايران ، فان تجربة غزو العراق وقيام عراقيين ، من اشقاء حسن نصرالله ، بتنفيذ اوامر ايران بدعم الاحتلال والمشاركة فيه تقدم لنا دليلا حاسما على ان تغليب الانتماء الطائفي على الانتماء الوطني والهوية القومية هو اخطر ما يواجه الحركة الوطنية العربية في كافة الاقطار العربية . 5 – حزب الله جزء من المنظومة الدفاعية الايرانية الخارجية : كشف الرئيس الايراني السابق خاتمي تبعية حزب الله لإيران حينما اكد للسفير الامريكي فرانك ويزنر ان تسليح وتمويل حزب الله يأتي في اطار بناء دفاعات ايران والتخطيط لها في الساحة الخارجية حتى لا تضع امريكا يدها في حلق ايران. [ أنظر صحيفة الأهرام / الدكتور عزمي خليفه / 20/4/2009 ] . وهذا الاعتراف من قبل خاتمي الذي يعد ( معتدلا ) هو تفسير دقيق وصحيح جدا للنظرية الجيوبولوتيكية التي تعتمدها ايران والتي تقوم على عدم خوض ايران صراعاتها مع منافسيها الاقليميين كاسرائيل ، والدوليين كامريكا ، على حدودها الاقليمية مباشرة ونقل الصراع الى مقترباتها الستراتيجية بعيدا عن حدودها ، لتجنب الخسائر والانكشاف الستراتيجي المباشر ووقوع الصراع على اراضيها الوطنية . ولبنان يعد احد اهم هذه المقتربات الستراتيجية الايرانية التي تتصارع فيها وحولها ايران مع خصومها ومنافسيها الدوليين والاقليميين لحماية اراضي وسكان ايران من مخاطر الصراع والتنافس وامتلاك قدرة عالية على المناورات الستراتيجية . ان واحدا من اهم اهداف ايران من وراء دعم غزو امريكا للعراق هو هدف توريط امريكا في حرب استنزاف رئيسية خارج حدودها – حدود ايران - لكي تأمن من أي احتمال بان تكون هي هدفا قادما ، فامريكا المستنزفة والمهزومة في العراق بفضل المقاومة العراقية لا تستطيع حتى ممارسة ضغط فعال على ايران ، لذلك يعد التعاون الامريكي الايراني ضد العراق احد اهم مظاهر وتطبيقات نظرية ايران القائلة بضرورة خوض الصراعات خارج حدودها الاقليمية . وفي اطار هذا المفهوم الجيوبولوتيكي فان حزب الله ذراع ايرانية تشاغل منافسي ايران في جبهات بعيدة عن الحدود الاقليمية الايرانية وتستنزف طاقاتهم وتربكهم وتعطل او تخفف الضغط على ايران ، اضافة لتهديد مصالح امريكا اذا اقتضت مصلحة ايران ذلك . 6 – حزب الله تنظيم عسكري يدافع عن ايران اثناء حروبها : ومن المهم ان نلاحظ بان دور حزب الله الخادم لايران لم يقتصر على تحويل لبنان الى ساحة الهاء واستنزاف لمنافسي ايران ، ولا على تأمين دعم كتاب وساسة عرب لايران ، بل اكثر من ذلك واخطر منه هو انه شارك في الواجبات القتالية الايرانية داخل العراق ، فقد أعترف أكثر من مسؤول إيراني بإن قوات من حزب الله حاربت الى جانب القوات الإيرانية ضد القوات العراقية طيلة فترة الحرب العراقية الإيرانية ( 1980 – 1988 ) . ومن هذه التصريحات ما قاله وزير الداخلية الإيراني الأسبق السيد محتشمي لصحيفة (شرق) الإيرانية يوم 4/8/2006 ، أي بعد غزو العراق وهو ما كانت ايران تنكره قبل غزوه حماية لدور حزب الله في الوطن العربي ، من أن مقاتلي حزب الله شاركوا بجانب الجيش الإيراني في الحرب العراقية الإيرانية ، وحاربوا العراق . بل ان حزب الله شارك مباشرة حتى في قمع عرب الاحواز ، فقد أكّد مسؤولون في حركة تحرير الأحواز أن مقاتلين من حزب الله شاركوا القوات الرسمية الإيرانية في قمع إنتفاضتهم ، وأنهم كانوا أشد قسوة على عرب الأحواز من الجيش الفارسي واكثر وحشية . 7 – دعم بقية ابتاع ايران : ووصلت تبعية حزب الله لايران درجة خطيرة حينما ساهم في جهود إيران لتسهيل الغزو الأمريكي للعراق ، فقدم حزب الله كل الدعم السياسي والعسكري للحكومات الطائفية المنشأة في ظل الإحتلال ، وساهم للترويج للطائفية السياسية في العراق ، وافتى بضرورة المشاركة في العملية السياسية في العراق تحت ظل الاحتلال ، ودعم الاحزاب الطائفية العميلة لايران ، مثل حزب الدعوة والمجلس الاعلى وغيرهما . ودخلت وحدات من حزب الله الى العراق مع بدء الغزو بعلم ومباركة قوات الإحتلال ، وساهمت عناصر من الحزب بعد احتلال العراق في تدريب الميليشيات الطائفية ، ومنها جيش المهدي وفيلق بدر ، على عمليات تفخيخ السيارات وتدمير المنشآت ، كما ساهمت معها في إغتيال البعثيين وضباط الجيش العراقي . بل ان المقاومة العراقية ألقت القبض على لبناني اعترف بانه من حزب الله وانه جاء لاكمال عملية تسليم تنظيم القاعدة اسلحة من ايران ! ملاحظة جديدة : اعلن حزب الله رسميا انه يدعم الحوثيين في اليمن ، واتهمت مصادر يمنية حزب الله بانه درب الحوثيين على حرب الجبال وزودهم بخبرته التي راكمها اثناء الاشتباكات مع الكيان الصهيوني ، ومنها تخزين الاسلحة والغذاء والماء في كهوف علمهم حزب الله على كيفية صنعها في جبال اليمن . 8 – تضليل باسم دعم المقاومة الفلسطينية : ومن مظاهر التخلف ، اذا افترضنا حسن النية ، ان يقول صهاينة طهران العرب ، اي الطابور الايراني الخامس ، بان وجود حزب الله ضروري بعد تحرير الجنوب من اجل دعم المقاومة الفلسطينية وتحرير فلسطين ، انتبهوا نصرالله انكر مرارا ان واجبه هو المساهمة بتحرير فلسطين وصهاينة طهران يزايدون على طهران وحزب الله في نسب دور لحزب الله نفاه رسميا ! وهذا القول يفرض طرح السؤال التالي : إذا لماذا لم ينصر نصر الله الفلسطينيين المتعرضين لأكبر محنة في تاريخهم منذ نكبة 48 اثناء هولوكوست غزة وبقي يتفرج ، مثل باقي الانظمة العربية ، مكتفيا بالدعم اللفظي والسياسي ووصل به الضعف والتراجع عن تعهداته بدعم المقاومة حد انكار انه ضرب شمال الكيان الصهيوني اثناء هولوكوست غزة ؟ ان القصة الفضيحة معروفة الان وتشكل احد اهم عناصر كشف الوظيفة الحقيقية للحزب وادانته ، فلقد قال الجيش الإسرائيلي إن صواريخا من طراز كاتيوشا سقطت صباح الخميس ( اثناء مجزرة غزة ) في مدينة نهاريا الساحلية ومنطقة شلومي المتاخمتين للحدود مع لبنان أسفرت عن وقوع 5 إصابات وصفت بالطفيفة فيما انتابت السكان حالة من الهلع . و في أول رد فعل له قام غسان بن جدو مدير مكتب قناة الجزيرة في بيروت ، واحد اهم العناصر التي ربتها ودربتها المخابرات الايرانية ، وفي اتصال مع قناة الجزيرة بإيراد احتمالات انطلاق هذه الصواريخ وهو إما أجهزة استخبارات إسرائيلية تقوم بوضع هذه الصواريخ لاستدراج حزب الله إلى حرب جديدة ( لا حظوا اصبح الصراع مع اسرائيل هو استدراج حزب الله الى حرب كما يقول بن جدو !) ، أو قوى متعاطفة مع غزة ، والمهم يؤكد جدو أنها ليست من حزب الله ، وعلى هذا المعنى أخذ يركز بن جدو بطريقة مفتعلة في مداخلته على قناة الجزيرة لمدة عشر دقائق وتأكيده على عدم وجود أي دور لحزب الله في هذه الصواريخ . و يلاحظ أن هذا تكرر مع صواريخ الناقورة التي نفى مسئوليته عنها حسن نصر الله بنفسه وبحماس مشهود ولافت للنظر . و سرعان ما جاء رد الفعل الإسرائيلي على نفي بن جدو وهو تأكيد حديثه أن حزب الله غير مسئول عن هذه الصواريخ . وبعد النفي الاسرائيلي فقط جاء نفي حزب الله الرسمي !! لقد تداولت وكالات الأنباء أنه بعد صواريخ الجنوب اللبناني تجاه الشمال الإسرائيلي دعت حركة أمل الأحزاب والفصائل الفلسطينية إلى اجتماع طارئ لبحث المستجدات . وفي هذا الاجتماع حاول نبيه بري أن يضبط عمل الفصائل الفلسطينية وضرورة ضبط أنصارهم وخاصة الفلسطينيين وعدم اطلاق صواريخ على شمال اسرائيل . ان دور نبيه بري معروف في المشروع الإيراني في المنطقة : ففي الخطط التي تتطلب الأعمال القذرة العلنية ، كقتل الفلسطينيين ، تسند إلى بري بينما يبقى نصر الله محافظا على صورته النقية ( كمقاوم لاسرائيل ) ، في لعبة توزيع الأدوار التي تمارسها القيادة الإيرانية باقتدار وذكاء في لبنان . هنا نتوقف عند قضية حاسمة وهي تتجسد في السؤال التالي : إذن لمن تسليح حزب الله ، الذي يفوق قدرة ونوعية تسليح الجيش اللبناني ، إذا لم يكن موجها لإسرائيل ؟ وهذا السؤال يفرخ العديد من الاسئلة : لم لم يساند حزب الله حماس والمقاومة الفلسطينية في غزة أثناء العدوان عليه شعبها ؟ ولم نفى حزب الله انه اطلق الصواريخ مع انه يتعمد نسب كل فضائل ضرب الكيان الصهيوني له ؟ مالفرق العملي بين موقفه وموقف الانظمة العربية وايران من هذه القضية ؟ في مجال الدعم السياسي والمالي لغزة قدمت الانظمة العربية اموالا اكثر بعشرات المرات من دعم ايران لحماس فهل تقلص دور حزب الله ليصبح دعم المقاومة بالمال والاعلام مثل الانظمة العربية ؟ لماذا يستمر بلصق اسم المقاومة به اذا كان لا يريد تحرير فلسطين ولا يخوض الصراع العسكري مع الكيان الصهيوني دعما للمقاومة الفلسطينية ، او لتحرير مزارع شبعا ؟ يقاوم من اذن ؟ ليس في لبنان جزءا محتلا غير قرية تسمى شبعا ، وكان هناك خلاف حول تبعيتها هل هي لبنانية أم سورية ؟ هل تستحق ، وهي مزارع ، كل هذا التضخيم لدوره مع انه لم يطلق رصاصة واحدة على ومن مزارع شبعا ؟ وحتى لو افترضنا بان حزب الله يحتفظ بسلاحه الضخم من اجل استرجاع مزارع شبعا فهل صراعه مع الغزو الصهيوني هو الصراع الرئيسي في المنطقة كي يستحق ان يصبح موضع دعاية صهاينة طهران العرب التي وصفته ب ( سيد المقاومة ) مع ان المقاومة في لبنان انتهت بتحرير الجنوب ؟ ان الصراع الرئيسي يتحدد عمليا ونظريا بطبيعة المشكلة نوعا وكما ، وفي منطقتنا ووطننا العربي فان المشكلة هي الاحتلال لذلك فان السؤال المنطقي الاخر هو اين يقع الاحتلال الرئيسي ؟ هل احتلال مزارع شبعا ام احتلال العراق ؟ ان موقف حزب الله من هولوكوست غزة مؤشر خطير ولا يخطأ ابدا للوظيفة والدور الحقيقيين للحزب ، فكما اشرنا ونعيد لاهمية ذلك الموقف التساؤل : لماذا رفض حزب الله اطلاق رصاصة واحدة على الكيان الصهيوني اثناء هولوكوست غزة بل انه انكر فورا وجود اي علاقة له بصواريخ اطلقت على الكيان الصهيوني من جنوب لبنان تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة اثناء الهولوكوست ؟ ولماذا رفض حزب الله تنفيذ وعوده ، الكثيرة والمتكررة والمنقولة من شاشات التلفاز ، بدعم المقاومة الفلسطينية بفتح جبهة ثانية من لبنان اذا تعرضت لهجمات من قبل الكيان الصهيوني ؟ لا تظهر معاني هذا الموقف الحقيقية الكاملة الا اذا تذكرنا انه كان يخوض معارك ويطلق صواريخ على شمال الكيان الصهيوني من اجل اما اطلاق سراح اسير او اثنين ، او اقلاق الكيان الصهيوني ، او توفير غطاء مقبول لدعم ايران عن طريق تفجير حرب كحرب عام 2006 ، من هنا فان المرء الذي احسن الظن بحزب الله وزعيمه يجد نفسه مجبرا على التساؤل : ايهما اهم واخطر اطلاق سراح اسير او مبادلة جثث عبر افتعال ازمات مسلحة ، وكانت قمتها حرب 2006 ، ام دعم الشعب الفلسطيني في غزة اثناء تعرضه لهولوكوست راح ضحيته اكثر من 1550 شهيد فلسطيني ودمر غزة ، واستخدام حزب الله لاسلحته ضد الكيان الصهيوني ، ومنها الاف الصواريخ في مخازن في جنوب لبنان ، كما قال ووعد نصر الله ، وكان يمكن لها ان تدوخ الكيان الصهيوني وتردعه وتساهم في ايقاف الهولوكوست الفلسطيني ؟ وعدم استخدام ترسانة الاسلحة الهائلة والتي تتفوق على ترسانة الجيش اللبناني يفرض طرح سؤال منطقي وهو : اذن ضد من ستستخدم هذه الاسلحة اذا لم تكن لدعم الشعب الفلسطيني وتخفيف الهجمات القاتلة عليه ؟ وضد من ستستخدم اذا كانت لا تستخدم لتحرير مزارع شبعا ؟ احد اهم دروس هولوكوست غزة كان فضح دعايات حزب الله ووعوده الكثيرة واثبات انه لا يقاتل او يفتعل ازمة الا بامر ايراني ولخدمة مصلحة ايرانية . 9- عبودية حزب الله : ويجب ان لاننسى اطلاقا حقيقة جوهرية تحدد مسار حزب الله وتجعله فولاذيا بصورة حتمية ، وهي طبيعته الجينية فهو حزب طائفي نشأ على اساس طائفي وباسم طائفة وبمبادئ واهداف طائفية ، ولخدمة ايران ومصالحها القومية ، والاهم والاخطر انه اعتنق اسوأ ما في المذهب الصفوي من التزامات وهو ( ولاية الفقيه ) التي تجعل المؤمن بها عبدا كامل العبودية لمرجعه الطائفي ، وجاء تشكيله ليبدأ مرحلة جديدة عنوانها تقسيم لبنان الى دويلات تكون احداها تابعة لايران في اطار سايكس بيكو الثانية التي يجب ان تقسم كل الاقطار العربية على اسس عرقية او طائفية . ولقد قدم حسن نصرالله دليلا مضافا حسم الكثير من الامور التي كانت تنكر او كانت موضع خلاف ، يوم 15 / 5 / 2009 ، حينما اكد ما كنا نقوله وهو ان حزب الله ينفذ ستراتيجية مدروسة ومتدرجة لفرض سيطرته على لبنان وانهاء الوضع التقليدي له ، بصفته قطرا يقوم على مبدأ التوافق بين مكوناته ، فقد قال بالحرف الواحد ما يلي مخاطبا من يحكم لبنان : ( إننا نريد مشاركتكم ، لكن إن رفضتم ذلك فلن نتوسل إليكم . ومن استطاع هزم أقوى جيش في العالم في إمكانه أن يدير بلدا أكبر مائة مرة من لبنان . ونحن الأقدر على إدارة بلدنا وشؤوننا ) . المصدر غزة- دنيا الوطن 16 / 5 / 2009 قبل كل شيء لاحظوا كيف ان نصر الله يكذب بصورة ساذجة رغم ذكاءه ، فالجيش الاسرائيلي ليس اقوى جيش في العالم كما ادعى بل ان كل العالم يعرف ان اقوى جيش هو الجيش الامريكي ، وكذب نصر الله مقصود لانه بجعل الجيش الاسرائيلي اقوى جيش في العالم يضخم دوره هو ، ومن جهة ثانية يريد التعتيم على المقاومة العراقية بانكار ان الجيش الامريكي اقوى جيش في العالم لانها مرغت انف امريكا في اوحال العراق . وعدم الدقة الفاحشة هذه وظيفتها اضفاء صفات غريبة على حزب الله وهي مؤشر الى حقيقة ان نصرالله لا تهمه الحقيقة بقدر ما تهمه قضية دوره في تنفيذ المخطط الايراني الاستعماري . بهذه الكلمات الخطيرة التي مررها من يطلق عليه صهاينة طهران العرب وطابورها الخامس تسمية ( سيد المقاومة ) اعلن رسميا انه يسعى للسيطرة على كل لبنان وحكم كل لبنان ووضع نهاية حاسمة لمبدأ التوافق الذي قامت عليه لبنان ! ان من لا ينتبه لخطورة هذا التصريح التقسيمي نشك في قدرته على فهم ما يجري فعلا في كل الوطن العربي ، لقد اكد نصر الله انه مستعد لحكم لبنان بلا الاطراف الاخرى ، وان من سيرفض المشاركة سيهمل ، وهذا موقف يعني ، دون ادنى شك ، تقسيم لبنان وتحويله مرة اخرى الى ساحة حرب وتصفية حسابات اقليمية ودولية ، من جهة ، وهو من جهة ثانية يكشف عن وظيفة التأهيل الوطني المقاوم لحزب الله بقوله ان حزب الله الذي هزم ( اقوى جيش ) في العالم قادر على ادارة بلد اكبر من لبنان بمائة مرة ! تحت تأثير الدور الوطني المقاوم لحزب الله تريد المخابرات الايرانية ان تنفذ اقذر خطة في لبنان وهي تقسيمه ، ولئن كان تنفيذ القرار الامريكي الايراني تقسيم العراق قد تم على يد عملاء للاحتلال الامريكي – الايراني ، كالحكيم - ابن خالة حسن نصر الله وتوأمه في التبعية لايران - والمالكي والجعفري فاستحق ذلك ادانة الشعب العراقي ، فان تقسيم لبنان ، او تقاسمه بين ايران امريكا والكيان الصهيوني ، يراد له ان يتم تحت غطاء المقاومة لاسرائيل . والسؤال الجوهري هنا هو : مالفرق بين تقسيم للعراق اريد له ان يتم تحت لافتة خدمة الاحتلال وتقسيم لبنان الذي يريد نصرالله تنفيذه باسم المقاومة ؟ ومن ممهدات تقسيم لبنان في خطة المخابرات الايرانية اعلان نصرالله رفضه للقضاء اللبناني مسبقا كي يستطيع فيما بعد رفض تحكيمه او اي دور له ، اذ قال حرفيا ( أنه لا يوجد في لبنان شيء اسمه سلطة قضائية ) - غزة دنيا الوطن 16 / 5 / 2009 - مستغلا وجود ثغرات في النظام القضائي اللبناني كان حزب الله ، وقبله حركة امل كما المعسكر الاخر الموالي للغرب دور اساسي في اضعافه . ان نفي وجود سلطة قضائية ورفض اي مرجعية تحكيم في لبنان وجعل سلاح حزب الله الذي ( دحر اقوى جيش في العالم ) كما قال قوة ابتزاز داخلي ، والكشف عن الاستعداد لحكم لبنان بشكل منفرد واقصاء الاطراف الاخرى التي تشكل الكيان اللبناني ، يحسم هوية واهداف حزب الله الحقيقية ، وهي انه حزب ينفذ مخطط التفتيت الطائفي في الوطن العربي ولكن تحت غطاء مقاومة اسرائيل ! هل ترون المفارقة الخطيرة هنا ؟ ان مقاومة اسرائيل تصبح غطاء للشرذمة والتقسيم مع ان جوهر المخطط الاسرائيلي التقليدي والثابت هو تقسيم كل الاقطار العربية ! هنا تكمن العبقرية والدهاء الايرانيين مقابل التخلف المريع للحكام العرب . اذن ما هو الدور الحقيقي لحزب الله في لبنان والمنطقة ؟ انه دور الممهد لقبول النفوذ الايراني والمسوغ لدعم الاحتلالات الايرانية في الوطن العربي ، والمورط لعرب في مستنقعات الخيانة الوطنية والقومية ، لكنه يفعل كل ذلك تحت غطاء المقاومة ! فهل هو حزب مقاومة او انه حزب مساومة ؟ واخيرا نعيد التذكير بان عبودية حزب الله لايران تصل حدا يفتقر للكرامة الانسانية حيث ان حسن نصرالله ( سيد المقاومة ) لا يستطيع الا تقبيل يد مرجعه الاعلى علي خامنئي كلما التقاه ، فهل يستطيع من يقبل يد شخص ما الاعتراض على اوامره ؟ تذكروا ما حصل لقائد حزب الله في لبنان السابق لحسن وهو صبحي الطفيلي حينما اختار الاعتراض ولو على امور ثانوية : لقد طرد من الحزب شر طردة وكفّر . يتبع ملاحظة كتبت هذه الدراسة بين أيار/ مايو و آب / اوغست 2009 لكنها تركت مؤقتا ولم تنشر ، والان ننشرها بعد اضافة تصريحات ايرانية جديدة اطلقت في الاسابيع الماضية ، ووقوع احداث في ايران ولبنان وغيرهما اكدت ما ورد فيها . salahalmukhtar@gmail.com
المدافعون عن الاستعمار الايراني : من هم ؟ ﴿ الحلقة الثامنة ﴾