موضوع: سذاجة ام تساذج ؟ الصهاينة العرب خدم ايران ( ح١ ) الأربعاء أكتوبر 10, 2012 6:31 am
سذاجة ام تساذج ؟ الصهاينة العرب خدم ايران ( ح١ )
صلاح المختار ما اكثر العبر وقلة الاعتبار الامام علي ( رض ) مرة اخرى من هو البعثي ؟ قبل فترة قصيرة نشر مقال مملوء بالتشويه المتعمد تحت عنوان ، يشكل بحد ذاته مؤشرا لهوية كاتبه ، وهو ( الأزمة السورية تُعمق الانقسام البعثي ) ، فهذا العنوان يريد تكريس انطباع خبيث جدا بان هناك انقسام في البعث وان البعث عدة تنظيمات متناحرة ، واذا تذكرنا بان احد اهم اركان سياسة اجتثاث البعث هو ركن ترويج فكرة ان البعث يعاني من انقسامات وتشرذم وتدهور في حالته ، فان هذه الادعاء ليس اكثر مساهمة في اجتثاث البعث ، ومن يروج له اما ساذج لا يعرف ما يجري او متساذج لئيم مدرب مخابراتيا . ان الحديث عن وجود ( اكثر من بعث ) حسم منذ اكثر من اربعة عقود شهدت انهرا من الدماء والدموع بعد ان اتسعت فجوة المفاهيم والممارسات بين من كانوا ابناء حزب واحد يوما ما قبل اكثر من اربعين عاما ، لدرجة انه لم يعد هناك قاسما مشتركا واحدا بين البعث الاصلي والفعلي ( ممارسة وعقيدة وستراتيجية قومية ) وبين من ليس فيهم من البعث سوى الاسم فقط وهم لذلك قدموا خلال العقود الماضية ويقدمون الان بممارساتهم غير البعثية صورة سيئة عن البعث تشيطنه بنظر من لا يعرف ان هؤلاء ليسوا بعثيين في الواقع ! وبما ان هناك محاولات مخابراتية كثيرة تقوم بها مخابرات اكثر من طرف اقليمي ودولي لتشويه صورة البعث الحقيقي والمقاوم في اكبر واخطر ملاحم العرب الجهادية وهي مقاومة الاحتلال الامريكي – الايراني من خلال تعمد الخلط بينه وبين من سطو على اسم البعث وعملوا بكل طاقاتهم لتشويه صورته وتزوير هويته وقدموا مثالا بالغ السوء للناس فان التذكير بالفروق الجوهرية بين البعث وبين من سرق اسمه ضروري لقطع الطريق على المخابرات المعادية وادواتها الاعلامية . ان اهم سؤال يتصل بهذا الامر هو التالي : هل يكفي ان يحمل طرف ما تسمية البعث ليكون بعثيا ؟ كلا فالبعث ليس حزبا عابرا يمثل مزاج نخبة او فرد او يجسد تطلعات مرحلة تاريخية محددة بل هو مشروع تاريخي جبار يقوم على تحقيق نهضة وبعث الامة العربية وتحقيق وحدتها القومية ، بصفتها الشرط الحتمي لبقاء العرب ، واعادة بناء الانسان العربي ليكون مبدع حضارة انسانية جديدة ومساهم في تطوير الحضارة الانسانية ، وتلك سلسلة من المهمات التاريخية المتعاقبة والمتداخلة والمترابطة والتي تحتاج لعقود من الزمن لتحقيق اهدافها ، وهذه هي رسالة البعث الخالدة والتي يشكل الالتزام بها وبمضامينها التطبيقية الفيصل في الحكم على من هو البعثي ومن الذي ينتحل اسمه . من هنا فان البعث ليس شعارات او اسما مجردا فقط ولا عواطف قومية فقط بل هو عقيدة وممارسة في اطار تلك العقيدة القومية الاشتراكية . ان التناقض بين البعث وبين من سطا على اسمه يشمل كل شيء جوهري ويمتد حتى للقضايا الثانوية من العقيدة البعثية الى الستراتيجية القومية البعثية مرورا بالتنظيم القومي البعثي ، والاهم في الموقف من الاستعمار والصهيونية . وفيما يلي بعض وليس كل مميزات البعثي عن منتحل اسمه : 1 – اول واهم سمة للبعثي هي ان البعثي لا يقاتل جيشه قطرا عربيا تحت راية امريكا مهما كانت المبررات والحجج بل البعثي هو من يقاتل امريكا مباشرة منذ عام 1991 وحتى الان ويخوض المقاومة الاخطر في تاريخ العرب والاكثر فاعلية في قلب موازين القوى الستراتيجية الاقليمية والعالمية وهي المقاومة العراقية . 2 - والبعثي لا يعترف باسرائيل بقبول القرارين 242 لعام 1967 و338 لعام 1973 رسميا ، وهما قاعدة الاعتراف بها بقيامهما على مبدأ ملزم وهو مبادلة الارض بالسلام ، وينخرط بالمفاوضات مباشرة مع الكيان الصهيوني ويدخل لعبة المساومات على الارض والحقوق الثابتة ، والاكثر فضحا لزيف تسمية البعثي التي يحملها هو انه يتوسل اسرائيل ويرجو امريكا الضغط على اسرائيل لتنفيذ ما سمي ب ( وديعة رابين ) ، بل البعثي هو من يتمسك بتحرير فلسطين من البحر الى النهر ، وكان ذلك احد اهم سببين لاسقاط نظام البعث في العراق واغتيال قائده الشهيد صدام حسين الذي رفض مرارا المساومة على قضية فلسطين مقابل رفع الحصار ودعم العراق تكنولوجيا واقتصاديا وسياسيا وتبني هدف ( جعل صدام حسين ملك ملوك العرب والعجم ) ، كما قال اكثر من وسيط عند نقل وساطة امريكا واللوبي الصهيوني في امريكا واسحاق شامير رئيس الوزراء الاسرائيلي . 3 - والبعثي لا يحول الحزب الى حزب عائلة تلتف حولها عناصر الفساد الاجتماعي وتهيمن على اموال الشعب بكافة الطرق وتميز على اساس طائفي وغيره ، فتنشأ طبقة من الفاسدين تحكم البلد وتتحكم في رقاب الناس واموالهم ومصائرهم وتحولهم الى فقراء يبيعون كل شيء من اجل العيش في تناقض صارخ مع الاشتراكية البعثية . بل البعثي هو الذي يسخر في اطار اشتراكيته القومية موارد الشعب لتحقيق تنمية انفجارية تحرر الانسان من الفقر والامية والتخلف ويبني جيشا من العلماء والمهندسين وينجح في الوصول الى عصر انتاج وسائل العصر المتقدمة كما حصل في العراق . 4 – والبعثي لا يعقد تحالفات ستراتيجية مع دولة تحارب العرب وتحتل اراض عربية اكبر من فلسطين بارضها وسكانها وتعلن بلا مواربة قرارها احتلال اراض عربية ورفضها عروبة الكثير من اقطار المشرق العربي ، بل البعثي هو من يقاتل تلك الدولة ويحبط خططها التوسعية ويذيق قائدها السم الزعاف مقدما نصف مليون شهيد عراقي لحماية عروبة العراق والخليج العربي والمنطقة . 5 – والبعثي لا يتحالف ستراتيجيا مع دولة تنشر الفتن الطائفية رسميا وعلنا في طول الوطن العربي وعرضة فتخلق اخطر التحديات للامة العربية وتسهل غزوات امريكا ، كما فعلت ايران ، وهذه السياسة شكلت ، وطبقا للواقع العربي الذي تجسد اكثر وتبلور بوضوح اخطر منذ غزو العراق ، تحولا ستراتيجيا مدمرا ضد مصالح الامة العربية كلها هو الاخطر منذ غزو فلسطين ، بل البعثي هو من يتمسك بارادة فولاذية بوطنية وقومية الثقافة الحاكمة في الدولة والمجتمع والعمل السياسي العربي وبعده الكلي عن الطائفية والعرقية وتأكيد مبدأ المواطنة المتساوية لضمان وحدة الشعب وتماسكه بوجه التدخلات الخارجية . 6 – والبعثي لا يعمل وفقا لتخطيط محكم للسيطرة على فصائل المقاومة الفلسطينية ولعب دورا حاسم في تفتيتها وتحويلها الى منظمات ضعيفة تخلت في النهاية عن هدف تحرير فلسطين وتماهت مواقفها مع موقف الانظمة التي قبلت الاعتراف باسرائيل . بل البعثي هو من يدعم المقاومة الفلسطينية بلا شروط مسبقة من اجل تحرير ارضها وليس من اجل احتواءها وتصفية قضيتها . 7 – والبعثي لا يدعم ( مقاومة ) هدفها التكتيكي تحرير ارض لبنانية محتلة ولكن هدفها الستراتيجي تجيير ذلك التحرير لتمكين ايران من اختراق صفوفنا وتمزيق وحدتنا الوطنية واحتلال اقطارنا تحت غطاء ( المقاومة والممانعة ) ! لذلك استخدمت هذه ( المقاومة ) السلاح ضد اسرائيل كعمل تكتيكي ضروري لكسب دعم الناس العاديين ولكن هدفه البعيد والحقيقي هو السيطرة على المقاومة الحقيقية وعلى الشارع العربي البسيط وتسخيره لخدمة اهداف معادية لامتنا العربية وتنفيذ اخطر تأمر منذ عام 1948 . وهذا ما تجلى بوضوح كامل في تحول ( المقاومة والممانعة ) في لبنان الى غطاء لتوغل ايران في اقطار عربية كثيرة وعزل المقاومين الحقيقيين وشرذمتهم والقضاء عليهم وتجنيد بعضهم ، واستخدام المال الايراني الكثير لشراء ضمائر كتاب وساسة ، خصوصا في فلسطين ، وتحويلهم الى مرتزقة ينتظرون الراتب الايراني سواء قدم من قبل حزب الله مباشرة او من السفارات الايرانية او قدم بصورة مموهة على شكل اجور خدمات اعلامية تقدمها اجهزة الاعلام الايرانية ! انظروا الى الاقطار العربية سترون معنى المقاومة والممانعة الحقيقي كلبنان وسوريا واليمن والعراق ودول الخليج العربي والمغرب العربي ومصر والسودان وغيرها حيث حولتها ايران ، بالشراكة المباشرة مع امريكا او بالتلاقي الستراتيجي ، ومن يتحالف معها برباط ستراتيجي راسخ الى مسرح خطير لاعقد التناقضات والصراعات الحساسة ، ونشأ تشرذم في صفوف الوطنيين العرب حول الموقف من ايران بسبب ذلك وهو ما ساعد على اختراقها لقلاعنا التي عجزت امريكا واسرائيل وقبلهما بريطانيا وفرنسا عن اختراقها ، بل البعثي هو من يعد المقاومة عملا ستراتيجيا لاهدف له الا تحرير الارض المحتلة والمحافظة على الحقوق القومية والهوية القومية العربية لكافة الاقطار العربية ورفض الطائفية وغيرها ، وبذلك تعزز المقاومة الحقيقية الامن القومي العربي وتمنع اختراقه وتحافظ على حقوق العرب بدل التفريط بها لصالح دولة اجنبية ومعادية هي ايران . 8 – والبعثي ليس قطريا بتفكيره السائد فيؤمن يوجود ( الامة السورية ) او ( الامة العراقية ) ، كما فعل جاسوس اسرائيلي عراقي الاصل ، نترفع عن تلفظ اسمه ، بتأسيس حزب باسم ( حزب الامة العراقية ) بل البعثي هو قومي عربي يعد انتماءه الرئيس للامة العربية وللقومية العربية ومنه تتفرع الهويات الخاصة كالوطنيات العربية ، فهل يمكن لبعثي ان يتصرف ويتحدث عن ( امة سورية ) او ( امة عراقية ) وهو ما فعله ادعياء البعث وسراق اسمه ؟ وهل تنطلق ممارسات البعثي الحقيقي من القطرية وتسخير المسألة القومية كلها لخدمة نظام فاسد باسم القطرية ؟ كلا فالبعثي هو قومي عربي في المقام الاول وهو ما رأيناه في نهج وممارسات النظام الوطني البعثي في العراق وكان ذلك السبب الرئيس في اسقاطه بحرب عالمية ثالثة . اذا اردنا مواصلة تعداد الحقائق التي تثبت بان البعث ليس مجرد تسمية وانما هو عقيدة وممارسات وستراتيجية معروفة منذ اكثر من ستين عاما فالامر سيأخذ منا وقتا طويلا لذلك نكتفي بهذه الملاحظات حول من هو البعثي ومن هو غير البعثي كي نسقط الدعوة المخابراتية المشبوهة لترسيخ فكرة وجود اكثر من بعث . هذه مقدمة لتناول ماورد في المقال تعمدنا تقديمها لتنبيه من لم ينتبه لما يخفيه ذلك المقال من دس وتشويه مشبوهين ، مع العلم اننا تعمدنا تأخير تناول الموضوع حرصا منا على ابعاد فكرة الشخصنة والاهتمام فقط بما يطرح من مواقف وافكار وعدم الانجرار الى مهاترات شخصية ، لذلك فان ردنا هذا ليس موجها للكاتب بل الى من قرأ المقال . كما ان طريقة التقويم ونوعية الاحكام الواردة في ردنا مبنية على طريقة واحكام الكاتب ذاتها الذي لم يتردد في وضع المقاومة العراقية والبعث في خانة امريكا ومعسكرها ، وهو موقف عدائي يدل على حماقة انسان مضطر لقول ما لا يصدقه هو بالذات لتناقضه مع الواقع ومع اعترافاته الحالية والسابقة بان المقاومة العراقية خصوصا الفصائل البعثية منها الحقت هزيمة بامريكا ، ولكن ونتيجة لعنصر الاضطرار تصل حماقة الكاتب حد الغباء رغم انه ذكي كما سنرى . لذلك لا مجال للمجاملات عند تناو ل ما كتبه ولابد من كشف ما ورط نفسه فيه ومن طرق الباب لابد ان يسمع الجواب ! يتبع . Almukhtar44@gmail.com