موضوع: الدعم الأوروبي ضروري لإستمرار الربيع العربي الجمعة أكتوبر 12, 2012 4:58 am
الدعم الأوروبي ضروري لإستمرار الربيع العربي بروكسل, أكتوبر الربيع العربي أبعد ما يكون عن الإنتهاء. فالنزاع الطويل الأمد في سوريا لا يزال يقضي على حياة الأبرياء، في حين أن المجتمع الدولي، المهتم بالجغرافيا السياسية، يركز على الشغب في جميع أنحاء العالم الإسلامي عقب صدور الفيلم الأمريكي المسئ للنبي محمد، وعلي مقتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز في ليبيا. كما لا تزال تونس ومصر تواجهان مشاكل إقتصاد بعد الثورة، في وقت تشكلت فيه سلسلة من الحكومات الإسلامية المنتخبة ديمقراطيا في البلدان المحررة حديثا في جميع أنحاء المنطقة. أما النشطاء والمحللون فيخشون من أن الحريات التي ناضلوا من أجلها وفازوا بها خلال الربيع العربي قد أصبحت آخذة في التناقص الآن مرة أخرى. والأمل الوحيد، كما يقولون، هو استمرار دعم المجتمع الدولي للطريق الطويل وصولا إلى الحرية. وبحسب الناشطة التونسية نبيلة حمزة، رئيسة مؤسسة المستقبل غير الربحية، "على الرغم من أننا نشهد نكسات، إلا أننا بحاجة لدعمكم المستمر لهذا الزخم". وجاءت تصريحاتها في مقر الاتحاد الأوروبي في إطار نداء الى الحكومات الأوروبية للإنخراط الطويل الأمد في عملية الانتقال العربي إلى الديمقراطية. ووفقا لتقرير صدر مؤخراً عن "فريدوم هاوس" ومقرها الولايات المتحدة، فقد أظهرت تونس فقط تحسناً في رصيد الحاكمية الرشيدة بشكل عام، بينما تراجعت البحرين، ولم تظهر مصر سوى تحسن طفيف. وتستند هذه الخلاصة إلي خمسة معايير هي: المساءلة وصوت الجمهور، والحريات المدنية، وسيادة القانون، ومكافحة الفساد والشفافية. وفي المناقشة العامة للأمم المتحدة، حث رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، المنظمة الأممية على عدم التغاضي عن مثل هذه النكسات، داعين إلى المزيد من الدعم للشعوب التي تسعى لبناء الديمقراطية. وقال فان رومبوي للجمعية العامة إن تحقيق تغييراً دائماً يستغرق وقتا طويلا. وخلال حلقة نقاش بعنوان "الربيع العربي والثورات وتأثير الدومينو"، نظمت في مكتب بروكسل لتمثيل الدولة الألمانية شمال الراين وستفاليا إلى الاتحاد الأوروبي، سلط العديد من الخبراء الضوء على آخر التطورات في المنطقة، ومناقشة دور محدد للإتحاد الأوروبي في تعزيز الديمقراطية في المنطقة العربية. وأطلق البروفيسور تود لاندمان، مدير معهد للديمقراطية وحل النزاعات في جامعة إسكس، نداءا من أجل توفير الدعم المستمر الخارجي للديمقراطية، حتى لو لم تقتنع الجهات المانحة نفسها بنتائج الانتخابات. أما الكسندر غراف لامبسدورف، عضو البرلمان الأوروبي ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في ليبيا، فقد أبدى أسفه على الكثير من العوائق البيروقراطية الموجودة في الاتحاد الأوروبي بشأن عملية تخصيص المساعدات. ورددت نبيلة حمزة هذه المشاعر، وأضافت، "الاتحاد الأوروبي يتوقع منا توظيف الخبراء كي يقوموا بحل ألغاز وثائق المعونات الرسمية بينما نحن نخوض ثورة.” ونبيلة حمزة، من خلال مؤسسة المستقبل التي تشرف على إنفاق أكثر من 10 مليون دولار من الدعم على أكثر من 166 مشروعا يقودها المجتمع المدني، وتنتشر في 15 بلدا في المنطقة العربية، تعرب عن تفاؤلها حول التغييرات التي تجتاح العالم العربي. وقالت لوكالة إنتر بريس سيرفس، "لقد خلق الربيع العربي مساحة لأن ينمو المجتمع المدني بوتيرة هائلة. فمصر وليبيا واليمن تشهد كلها عمليات إنشاء منظمات جديدة، ينخرط فيها الرجال والنساء على حد سواء في القضايا المدنية. وأضافت،"نحن نحارب من أجل حقوق الإنسان، ومكافحة الفساد وحرية وسائل الإعلام منذ أوائل الخمسينات، ولكن الآن يمكننا أن نفعل ذلك دون أن نحاكم. وقد تم وضع قوانين جديدة حول حرية تكوين الجمعيات في تونس وتجري صياغتها في ليبيا ومصر. البيئة القانونية آخذ في التغير. " ووفقاً لنبيلة لحمزة، فقد نتجت عن الربيع العربي ظاهرة جديدة أيضاً: "نحن نرى الناشطين الشباب يعودون من الشتات إلى تونس. فأولئك الذين كانوا في المنفى يعودون الآن للمساعدة في إعادة بناء وإصلاح البلاد. هذا التجمع الثقافي بين السكان المحليين والتونسيين من الشتات يخلق دينامية رائعة، ولا سيما فيما يتعلق بالمشاركة المدنية". وفي رأي نبيلة، لا ينبغي أن يعتبر انتخاب الحكومات الإسلامية انتكاسة للثورة. "فالأهالي ينظرون إلى الإسلاميين على أنهم ضحايا وشهداء القمع، وهذا ما أعطاهم شرعية كقوة مضادة. هذا هو السبب في أنه تم انتخابهم بسهولة". واضافت، "لكن في تونس ومصر، فشلت محاولات الحركة الإسلامية في إدراج الشريعة الإسلامية في الدستور الجديد. بعد أسابيع من المناقشات، وتحت ضغط هائل من المجتمع المدني، صاغ الحزب الإسلامي في تونس دستوراً فيه الرجال والنساء على قدم المساواة. " وأضاف نبيلة حمزة، " نحن نشهد تغييراً داخل الإسلام السياسي. والآن والإسلاميين يديرون الدول يتوجب عليهم أن يصبحوا أكثر واقعية. هناك ضغوط من داخل البلد: ولابد أن يجدوا حلولا لقضايا مثل البطالة وتوزيع الثروة. ثم هناك ضغوط خارجية: والآن هم جزء من العالم الذي يحتاجون فيه إلى دعم من الدول الغربية من أجل البقاء وأن يقولوا لأتباعهم أن مجرد الإيمان ليس هو الحل لكل احتياجاتهم". وحثت حمزة الاتحاد الأوروبي على زيادة دعمه للتحول الديمقراطي في المنطقة العربية بقولها،"لقد قدمت تعهدات عديدة وتم إنشاء العديد من البرامج لدعمنا"، في اشارة الى الدعم الأوروبي لبرنامج الشراكة، والإصلاح والنمو الشامل، والتي وعدت المفوضية الأوروبية بموجبه تقديم الدعم للتحول الديمقراطي، وبناء المؤسسات والنمو الاقتصادي في أعقاب الربيع العربي. واضافت، "لكننا لا نزال نشعر بإمكانية تقديم المزيد، وخاصة لصالح منظمات المجتمع المدني التي هي الرقيب الوحيد على الديمقراطية، فهم وحدهم الذين يمكنهم محاسبة الحكومة. نحن بحاجة إلى الدعم نظراً لأنه يتعين علينا أن نظل متيقظين: فخطر ظهور دكتاتوريات جديدة لا يزال قائما... فنحن ما زلنا في فترة انتقالية". "في النهاية، من مصلحة أوروبا الخاصة أن ينجح الربيع العربي". والأهم من ذلك، كما قالت، يتعين على الاتحاد الأوروبي إعادة تعريف أسس المساعدات. "فعملية الانتقال تحدث فعلاً، وينبغي على المجتمع الدولي أن يدعم هذه العملية، لا أن يدعم مشروع المدى القصير. نحن بحاجة للصبر الإستراتيجي من أجل إلقاء نظرة على الإنجاز الحقيقي للثورة. الجهات المانحة تريد نتائج فورية، لكن أي ثورة تحتاج إلى وقت".(آي بي إس / 2012) منتدى/ هديل صدام حسين sahmod.2012@hotmail.com المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في منتدانا لا تعبر عن راي المنتدى بل عن راي الكاتب فقط