ملاك القدسي
عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 12/08/2012
| موضوع: لمناسبة اليوم العالمي للقدس/د. حسن طوالبه الثلاثاء أغسطس 21, 2012 8:02 pm | |
|
لمناسبة اليوم العالمي للقدس د. حسن طوالبه تقديم الحديث عن القدس، يعني الحديث عن فلسطين التي تُعد قلب الوطن العربي، والتي استقبلت موجات عربية سامية قادمة من الجزيرة العربية، حالها كحال بلاد الشام، فقد سكنها الكنعانيون منذ ثلاثة ألاف سنة قبل الميلاد، وسميت فلسطين مع بلاد الشام بأرض كنعان، وهم الذين بنوا مدينة القدس وأسموها (يبوس). والقدس هي عاصمة فلسطين السياسية والثقافية والتاريخية والقانونية. ولكن المدينة المقدسة صارت قضية لوحدها في اجتهاد المنظمات الدولية منذ أوائل القرن العشرين، ضمن اجتهادات ومقترحات التدويل. القدس واحدة من المدن القلائل في العالم، وإن لم تكن الوحيدة كما اعتقد، نالت عناية فائقة من الجميع، نظراً لمكانتها الروحية والتاريخية والحضارية، وقلما يذكر التاريخ مدينة تركزت فيها مثل هذه المهابة الروحية كالقدس. لأن فيها مراكز دينية لثلاث ديانات رئيسية، يدين بها معظم سكان العالم. وقد كتب كثيرون في تاريخ القدس , وعلاقتها باليهود , وباتت المكتبات مليئة بألوف الكتب والبحوث حولها. ورغم هذا الكم الهائل من الكتابات حول القدس الا أن تأثير الدعاية الصهيونية المضللة قد خلقت رأيا عاما يعتقد بان القدس مدينة وهبها الله لليهود فقط.وحسب تعبير الخبير القانوني (هنري كتن) فان مشكلة فلسطين طمرت تحت أطباق من التضليل المتعمد والوقائع المشوهة والدعاية المخادعة التي تراكمت طوال الحقب المتتالية. فهذه المدينة "وبالذات المدينة القديمة المسورة" معمورة بالمساجد والكنائس والكنس والزوايا والتكايا والمدارس والمقابر. أضف إلى أن هذه المعالم المقدسة، بنيت بأدق قياسات الفن المعماري، والذوق الفني والزخرفة التي عرفتها البشرية. تعرضت المدينة المقدسة، التي بناها اليوسيون قبل ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، إلى العديد من الانعطافات التاريخية، التي وصل بعضها حد التدمير والإبادة خلال القرون الماضية وكان آخرها الاحتلال الصهيوني، وممارسات اليهود الصهاينة لتهويد المدينة بشرياً وعمرانياً وقضائياً واجتماعيا، واعتبارها عاصمة لكيانهم الاغتصابي العنصري. من الضلالات التي روجها اليهود الصهاينة , ارتباط القدس بالنبي ابراهيم (عليه السلام)وارتباط عصر ابراهيم بعصر موسى (عليه السلام) , في حين أن عصريهما منفصلان ولا صلة للواحد بالاخر , وكذلك الربط بين عصر موسى وعصر اليهود , وان من احد مقاصد هذا الكتاب هو ايضاح الفرق بين هذا الادعاء والحقيقة التي اكدتها المكتشفات الاثارية في تل العمارنه وغيرها من المواقع الاثارية في بلاد الشام. ومن اهم ما اوضحته المكتشفات الاثارية تتبع زمن الحوادث التناريخية الوارد ذكرها في التوراة بالقياس الى الوقائع الحربية والسلالات الحاكمة في كل عصر من العصور بحسب تسلسلها الزمني.وقد توصل الخبراء الى ان الكثير مما ورد في التوراة من قصص واساطير وشرائع يرجع الى اصل قديم , زجد ميثله او ما يشابهه في المدوناتالسومرية والاكدية والكنعانية والبابلية والاشورية والمصرية , مما يدل على انه ليس لليهود ادب مبتكر او ثقافة خاصة بهم , فقد اقتبس كهنتهم من هذه المدونات الشئ الكثير , مما يلقى استحسانهم وحذف كل ما يعارض توجهانهم. وان الشرائع الواردة في التوراة هي نفسها الشرائع التي كان يمارسها الكنعانيون والبابليون من قبل وقد اقتبسها اليهود منهم ومارسوها ثم ادخلوها في كتبهم المقدسة.(العرب واليهود في التاريخ ,(احمد سوسه ص10)(1). لقد اثبتت الدراسات المستندة الى المكتشفات الاثارية ان اليهود غرباء على فلسطين , وكل ما يملكونه من مقومات مقتبس من الحضارتين الكنعانية والارامية وهما من اصل عربي , وان الاسماء التاريخية الواردة في التوراة هي من اصل كنعاني عربي ترجع الى ما قبل ظهور اللغة العبرية بزمن بعيد. وثبت ان اليهود عاشوا في فلسطين اقلية بين السكان الاصليين ,كما ثبت عجز اليهود عن انشاء دولة مدنية تضم كل فلسطين. ولكن المشكلة ان معظم الدراسات التاريخية حول فلسطين والقدس بخاصة تستند الى الدراسات اليهودية , أي الى ما ورد في التوراة التي اوغلت في سرد الوقائع التاريخية التي تروق للحاخامات وتؤكد معتقداتهم. وان هذه الدراسات التي تقرأئها وندرسها في المدارس والجامعات لا تمثل الحقائق التاريخية ابدا.لاتها تعرضت للتزوير , وتم استبدال الحقائق بروايات اسطورية بعيدة عن واقعها التاريخي الواقعي. وقد ساهم كتاب الحركة الصهيونية في تشويه الحقائق التاريحية حول شعوب المنطقة العربية , وادخالهم في متاهات لا حدود لها من التضليل. إن المشكلة الكبيرة هي أن الصهاينة بدأوا حركتهم ومخططاتهم على أفكار ميتافيزيقية لا هويته، واستغلوا كل الشعائر الواردة في التوراة، لاستثارة الحس العاطفي لدى يهود العالم، ودفعهم إلى الانخراط في الحركة وتنفيذ مخططاتها، ولم يقتصر الأمر على قناعة اليهود بالادعاءات الدينية والتاريخية الواهية، بل صارت غالبية الشعوب الأوروبية والأمريكية مقتنعة بها وتدافع عنها. وزاد الطين بلة، تخاذل المنظمات الدولية التي تدعي لنفسها رعاية الأمن والسلم في العالم، ومحاباتها الصهاينة على حساب الحق العربي. ان الحروب التي شنها الصهاينة خلال العقود الماضية , والانتصارات العسكرية التي حققوها على العرب , لم تؤمن لهم السلام ولا الامن الذي ينشدونه والعيش الامن وسط الكيان العربي الكبير , فالحروب ضاعفت من خطورة المشاكل القديمة وخلقت مشاكل جديدة , زادت من متاعب الصهاينة على المستوى الامني والاقتصادي والاجتماعي , اذ من المتوقع ان يتضاعف عدد العرب داخل الحزام الاخضر 1948 , ويصبح اكثر من عدد اليهود مع عام 2020. أسماء القدس: مدينة القدس من المدن القليلة في العالم التي لها أكثر من إسم حيث حرص الذين إحتلوها وسيطروا عليها أن يطلقوا عليها إسماً معيناً. ولكن الملاحظ أن أسماء القدس الكثيرة كلها إلتقت حول معنى واحد هو "السلام": سميت (يبوس) نسبة لليبوسيين الذين أول من سكنوا بلاد فلسطين وأقاموا المدينة التي عرفت باسمهم وجعلوها حاضرة ملكهم. وسميت من قبل الكنعانيين (برو شالم) أو (بروشلم). وتعني كلمة شالم أو شلم السلام وهو اسم إله كنعاني. تذكر معاجم الكتاب المقدس أقدم اسم للمدينة في (نصوص الطهارة) المصرية في القرن التاسع عشر قبل الميلاد بصورة (يورشاليم) أو (أورشاليم) وقد يظن البعض أن (أورشاليم) اسم عبري، أو اسم اختاره العبريون لمدينة القدس، لكن الحقيقة المؤكدة على خلاف هذا تماما، فـ أورشاليم اسم كنعاني : من لغة كنعانية، واختاره لها الكنعانيون، ودخل عليه بعض التحريف على لسان العبرانيين، فهو في الأصل (أورسالم)، أي مدينة سالم، أو مدينة إله السلام، ولكن تحول السين إلى شين على لسان العبريين. وقد أوردت آثار الأمم القديمة المكتشفة هذا الاسم بصور مختلفة، فالأواني المكتشفة من عهد (سنوسرت الثالث) (القرن 19 ق.م) تسميها (أورشاليموم)، ورسائل تل العمارنة (القرن 14 ق.م) تنطقها (يوروساليم) وأما مخطوطات سنحاريب الآشورية فقد أوردت اسم القدس هكذا : (يوروسليمو). ومن الأسماء القديمة أيضا (القدس)، وقد ورد لدى المؤرخ والرحالة اليوناني الشهير هيرودوت (484 ـ 425 ق.م) هكذا : (قديتس). وللقدس أسماء عديدة فهي : صهيون، ومدينة داود، وأريئيل، وموريا، وإيلياء وتنطق إيليا، ونادرا إليا، أو بيت المقدس، ولكل اسم من الاسماء قصة وحكاية قلكثرة الغزاة على المدينة كثرت أسماؤها وتعددت فكل غاز كان يسميها باسم والجامع أو العامل المشترك بينهما هذه الأسماء أنها كلها مقدسة كل اسم كان مقدسا عند من أطلقوها وذلك دليل على مكانتها. وسميت (أورشليم) التي وردت في التوراة مئات المرات، فهي مأخوذة من التسمية الكنعانية. وقصدت التوراة بتسمية (شاليم) أو (ساليم) المعاني الآتية: أ- مدينة الله. ب- مدينة الملك العظيم. ج- مدينية داوود. د- مدينة يهوذا. إن إسم أورشليم بكل قراءاته، هو إسم كنعاني قبل مجيء اليهود بمئات السنين إلى أرض كنعان – فلسطين. وتفسر كلمة أورشليم بأنها مشتقة من الجبل الأشم أو (شميم)، أي المكان المرتفع، نظراً لبناء القدس فوق عدة تلال وإحاطتها بعدة جبال – كما ذكرنا من قبل – كما سميت مدية (داوود) وكذلك مدينة (صهيون).وسماها الفراعنة المصريون بـ (يابيتي) أو (يابني)، وهو تعريف لاسم يبوس الكنعاني. وسماها البيزنطيون (إيليا) أو (إيلياء) ومعناها "بيت الله" وتنسب هذه التسمية إلى الإمبراطور الروماني (إيلياس هالدرناس) الذي هدم أورشليم للمرة الثانية بعد أن هدمها أول مرة (تيطس) الروماني من قبل سنة 70م. وعندما حكم الامبراطور قسطنطين الذي آمن بالمسيحية، ألغى اسم إيلياء وأعاد تسمية أورشليم، ولكن اسم إيلياء ظل شائعاً على الألسنة حتى جاء الفتح العربي الإسلامي، زمن الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، حيث ورد لفظ إيلياء في "العهدة العمرية" التي سنأتي على ذكرها لاحقاً، وقد استخدم المؤزخون تسمية إيلياء في كتبهم مثل: ابن هشام في سيرته، والبلاذري في كتاب "فتوح البلدان" وياقوت الحموي في كتابة "معجم البلدان". 1. وسميت القدس بعد الفتح العربي الإسلامي، وتعني الطهارة، وجذرها اللغوي (ق.د. س) أي طهر، كما تعني المكان المرتفع الذي يمتاز باعتدال طقسه وجاءت التسمية أيضاً من "بيت المقدس" وتعني المسجد الأقصى وقبة الصخرة ومسجدها(سوسه ـ78). 3. مكانة القدس الدينية: لم تنل مدينة في العالم مكانة مقدسة مثل ما نالته مدينة القدس، لأنها تحوي أماكن مقدسة للمسلمين والمسيحيين واليهود مكانتها لدى المسلمين. وصلتها مع النبي محمد(صلى الله عليه وسلم) أكّد الإسلام على التواصل بين الأنبياء والرسل، وأنهم جميعًا متفقون في الأصول والأسس، وكل نبي يأتي ليكون جزءًا من بناء واحد يجمعه هو وإخوانَه من النبيين، وهو بناء دلّ أصحابُه الخلقَ على الله، وعاشوا حياتَهم فوق الأرض عِيشة شريفة طيبة، بلا استعلاء ولا استكبار، ولا مخاصمة للخلق من أجل الدنيا. قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} (سورة الأنبياء: 25). وفي الحديث الصحيح قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " مَثَلي ومَثَلُ الأنبياء قبلي كمثل رجل بنى دارًا فأكملها إلا موضع لبنة، فجعل الناس يطيفون بها ويقولون: هلاّ وُضِعَت هذه اللبنة" (رواه البخاري ومسلم). ويتبع هذه الصلةَ رباطٌ آخر يصل بين البيوت التي أقامها الأنبياء لعبادة الله تعالى، فأولها بيت إبراهيم (المسجد الحرام)، وبعده المسجد الأقصى، ثم المسجد النبوي بالمدينة المنورة. وقد جاءت رحلة الإسراء والمعراج لتؤكد هذه المعاني، وتعبر – فيما تعبر عنه – عن هذه الصلات بين الأنبياء من أولهم إلى خاتمهم، وكذلك بين مسجد مكة ومسجد القدس. هذه الرحلة – التي تأكدت بالقرآن الكريم والسنة المتواترة – جرت قبل الهجرة إلى المدينة، لكن لم يُحدَّد بالضبط تاريخها، فمن قائل إنه بعد البعثة بنحو من عشر سنين، ومن قائل إنه قبل الهجرة إلى المدينة بسنة، أو بستة عشر شهرا. ومن المفيد أن نعرف من كان يسيطر على القدس حين دخلها النبي (صلى الله عليه وسلم) ليلا في صحبة الملائكة، فلم يملك أحد أن يصدَّه عنها، وصلى بالأنبياء في أرض المسجد الأقصى. لقد سيطر الفرس على القدس من سنة 615م (= 6 من البعثة) إلى سنة 628م (= 6هـ)، وهذا يعني أن رحلة الإسراء المباركة تمت والقدس تحت سيطرة الفرس الساسانيين، وكأنه استهزاء بالوثنية وأتباعها. في تلك الرحلة سافر النبي (صلى الله عليه وسلم) ليلا من بيت الله الحرام، بوسيلة سفر غير معتادة تسمى "البراق"، حتى وصل إلى المسجد الأقصى، وهناك ربط البراقَ في الحَلْقة التي يربط فيها الأنبياء، وعرض عليه المَلَكُ جبريل خمرا ولبنا، فشرب اللبن، وترك الخمر، فقال له جبريل: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ، لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُك". وأمَّ رسول الله الأنبياء، وكلهم أعلى مقاما من الشهداء، فهم عند ربهم أحياء، كما أن الأرض لا تأكل أجسادهم، فصلى بهم بأرواحهم وأجسادهم، وهم يشهدون له بصدق رسالته ونبوته. وبعد أن انتهى من جزء الرحلة الأول "الإسراء"، كانت القدس محطةً لانطلاقه (صلى الله عليه وسلم) في المرحلة الثانية "المعراج"، حيث الصعود في رحلة تكريمية وتكليفية له ولأمته إلى السموات العلى وسدرة المنتهى. و قد اعطت رحلة الإسراء والمعراج القدس لدى المسلمين أهمية عظيمة؛ لأن الله تعالى اختارها مقصدا للإسراء وبداية انطلاق للمعراج، فتأكد من ذلك خصوصيتها بالفضل ورفيع المنزلة من دون بقاع كثيرة من الأرض(زايدـ26والحسيني ـ52). هذا وتعد القدس الذاكرة الحية للمسلمين، وتحتل مكانة مرموقة عندهم لأكثر من اعتبار: أولها: أن القدس هي الأرض المباركة من الله تعالى، وقد ورد ذكر الأرض المباركة في أكثر من سورة فقال تعالى(ونجيناه ولوطا الى الارض التي باركنا فيها للعالمين) (الأنبياء: ٧١) وقوله(ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره الى الارض التي باركنا فيها وكنا بكل شيئ عالمين) (الأنبياء: ٨١) وقوله(وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها التي باركنا فيها) (الأعراف: ١٣٧) وقوله (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها) (سبأ: ١٨). والأرض المباركة بإجماع المفسرين هي بلاد الشام بما فيها فلسطين بعامة والقدس بخاصة. وثانيها: أن القدس هي المقدسة، فهي إحدى المدن الثلاث ذوات القدر المنيف، والتقديس يعني التطهير، وروح القدس هو جبريل (عليه السلام) لأن روحه مطهرة، وسمي البيت المقدس مقدساً لأنه يتطهر به من الذنوب وقال الله تعالى(واذ قلنا ادخلوا القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطياكم وسنزيد المحسنين) (البقرة: ٥٨). والقدس مقدسة بمعالمها الدينية كالمسجد الأقصى الذي تشد له الرحال حيث قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) "تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى". وثالثها: أن القدس هي أرض الإسراء والمعراج لقوله تعالى(سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله) (الإسراء: ١). إن الإسراء هو صلة الوصل بين القدس والإسلام، حيث ربط الله بين المسجد الحرام في مكة وبين المسجد الأقصى في القدس بصلة ورسالة النبوة وبين مكة والقدس العربيتين. والقدس هي أرض الأنبياء جميعاً ولهم ميراث فيها. ورابعها: أن القدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، كما أن الله لم يبعث نبياً إلا وكانت قبلته بيت المقدس. وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يصلي وهو في مكة نحو بيت المقدس أكثر من ثمان سنوات، حتى جاء أمر الله تعالى باستقبال الكعبة لقوله تعالى(قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) (البقرة: ١٤٤). الصلاة من الفرائض الأساسية في شرائع الأنبياء، وأخذت في الرسالة الخاتمة موقعا بارزا. واستقبال القبلة شرط لصحة الصلاة، فلا تصح الصلاة – فريضة كانت أو نافلة - بغير استقبال القبلة لمن قدر على ذلك. وإذا كانت الصلاة في الإسلام بتلك المكانة، واستقبال القبلة بهذه المنزلة منها، فلابد أن تكون القبلة المختارة لصلاة المسلم مكانا ذا خصوصية وتميز عن سواه من الأماكن.. وقد كان بيت المقدس هو القبلة الأولى لأهل الإسلام، فظل المسلمون يستقبلونه في صلاتهم بوجوههم وصدورهم حتى بعد الهجرة بستة عشر – أو سبعة عشر – شهرا، وقيل إنه كان قبلة الأنبياء جميعا. وقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يحب أن تكون الكعبة هي قبلته، فكان أثناء صلاته في مكة يتجه إلى بيت المقدس، ويجعل الكعبة معترضة أمامه.. وفي المدينة زاد رجاؤه أن تصبح القبلة إلى المسجد الحرام، حتى استجاب الله تعالى له، وصارت الكعبة هي القبلة الثابتة للمسلمين إلى يوم الدين منذ منتصف شهر شعبان من العام الثاني للهجرة. ولأهمية هذا الحادث سجله القرآن الكريم، يقول الله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} (سورة البقرة: 144). وخامسها: أن القدس هي أرض المحشر والمنشر لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإنها أرض المحشر والمنشر". وقول الله تعالى (هو الذي اخرج الذين كفروا من ديارهم لاول الحشر) (الحشر: ٢). يوجد في القدس المسجد الأقصى وقبة الصخرة ومسجدها، إضافة إلى 36 مسجداً منها 29 مسجداً في القدس الشرقية. وللمسجد الأقصى أبواب عدة منها: باب الأسباط، باب حطة، باب العتم، باب الغوانمة، باب الناظر، باب الحديد، باب القطامين باب السلسلة، باب المغاربة، باب المتوظأ, باب المطهرة.وللمسجد أربع مآذن هي: مأذنة باب المغاربة، مأذنة السلسلة، مأذنة الغوانمة، مأذنة الأسباط. ويوجد على جوار المسجد الأقصى مساجد أخرى مثل: جامع المغاربة، الجامع العمري، مسجد القلعة، مسجد خاصكي سلطان، مسجد سنان كيخيا، مسجد سوق التجار، جامع الخان قانة، ويوجد في القدس (15) مأذنة(اليعقوبيـ66 والحسيني28). ب- مكانة القدس لدى المسحيين. للقدس مكانة مرموقة عند المسيحيين، فهي المكان الذي يحجون إليه، وبها ولد السيد المسيح، ولهم بها ارتباط روحي عال جدًا فقد عاش المسيحيون فيها منذ قرون عديدة تعود إلى زمن السيد المسيح فعندهم ما يسمى بدرب الآلام وهو مقدس عند كل الطوائف المسيحية لاعتقادهم أن السيد المسيح قد صار فيه حاملا صليبه عندما اقتاده الجنود الرومان لصلبه تنفيذًا لأوامر الوالي الروماني بيلاطس. ويقول(د. ميخائيل مكسي إسكندر) في كتابه (القدس وبيت لحم).. دراسة جغرافية وتاريخية وأثرية يقول : (وقد تعرضوا ـ أي المسيحيين للمتاعب الكثيرة هناك ولا سيما من اليهود ومن غيرهم، وقد اغتصب الصليبيون - في الغزو الأوروبي لبيت المقدس – أملاك المسيحين العرب وكنائسهم، إلى أن أرجعها لهم القائد العربي صلاح الدين الأيوبي، الذي وثق في أمانتهم وأعطاهم دير السلطان، وكانت شئونهم الروحية تدار بمعرفة المطرانية السريانية، إلى أن تم أرسال أول مطران قبطي للقدس وتخومها سنة 1236م)(العامري 59 والحسيني 46 وغنايم 35). ومن ممتلكات الأقباط بالقدس : 1 ـ دير السلطان وبه كنيستا الملاك، والأربعة كائنات الروحية الغير متجسدة. 2 ـ دير أنبا أنطونيوس، شمال شرقي كنيسة القيامة، وبه كنيستان باسم القديسين أنطونيوس وهيلانة. 3 ـ دير مارجرجس بحارة الموارنة قرب باب الخليل. 4 ـ خان الأقباط للحج منذ عام 1829 في حارة النصارى. 5 ـ كنيسة العذراء بالجثيمانية (بجبل الزيتون). 6 ـ هيكل على جبل الزيتون. 7 ـ كنيسة باسم ماريوحنا، خارج كنيسة القيامة. 8 ـ هيكل باسم الملاك ميخائيل ملاصق للقبر المقدس من الغرب. ترتبط القدس بذاكرة المسحيين بكل طوائفهم، فاضافة الى ذكرياتهم عن السيد المسيح وألامه ودعوته، ففيها الكنائس ذات الأهمية الكبيرة. وتعد كنيسة القيامة من أهم المباني الدينية المسيحية في القدس، وتقع في حارة النصارى. شيدت الكنيسة ما بين 328 – 335م بأمر من الإمبراطورة هيلانة أم الامبراطور الروماني قسطنطين، الذي يعد أول من اعترف بالديانة المسيحية ديانة رسمية للامبراطورية الرومانية. وقد دمرت كنسية القيامة أكثر من مرة تارة بفعل هزة أرضية، وتارة أخرى من قبل القوى التي غزت القدس. وللمسحيين أديرة وكنائس عديدة في القدس من أبرزها: أ- كنائس وأدرة الروم هي: كنيسة القيامة، دير مار إلياس، دير الزيتونة. ب- كنائس وأديرة السريان هي: دير السريان، دير الجروان، دير العدس، دير أبو عياش ودير مارتومة، دير النخلة، دير البعاقبة. ج- كناس وأديرة الأرمن وهي: دير مار يعقوب، كنيسة الجسمانية، دير كاترينا. د- كنائس وأديرة القبط وهي: دير أندراوس، مقام الخضر دير السلطان. ه- كنائس و أديرة الأحباش وهي: كنيسة الجلجلة، دير المائدة. و- كنائس وأديرة الأفرنج وهي: كنيسة المهد، دير صهيون، دير العمود. ز- كما يوجد كنائس وأديرة لا تتبع طائفة محددة ومنها: دير أبينا إبراهيم، دير مار حنا، دير ستنا مريم، دير العذراء، دير مار الياس، دير مار جرجس، دير وكنيسة القديسة حنة، دير أبناء أنطونيوس، دير السلطان، دير مرقس. كما يوجد عشرات الأديرة والكنائس للمسحيين الروم الأرثودكس، والرم الكاثوليك، والأقباط والأحباش، والسريان، والموارنة، وكذلك للإرساليات الكاثوليكية إضافة إلى عدد الأرمن المؤسسات التي تعني بالقضايا الصحية والاجتماعية والتعليمية(غنايم 56 والعامري 63). ج- مكانة القدس لدى اليهود. ينقسم اليهود في مشاعرهم تجاه القدس إلى قسمين: الأول منهما يرى أنها مدينة عادية، بل ويمكن الاستغناء عنها بأخرى ومن هؤلاء زعيم الصهيونية نفسه (تيودر هرتزل)، حيث من الثابت أنه قبل اقتراح السياسي البريطاني الكبير (تشمبرلين) في إعطاء اليهود وطنا قوميا في أوغنده بوسط إفريقيا، لولا أن غلاة الصهيونية ثاروا عليه، بل واعتدوا على مساعده (ماكس نوارداو) بالرصاص، واتهموا هرتزل نفسه بالخيانة لولا أنه تراجع تماما عن موقفه فتراجعوا هم أيضا. الفريق الآخر هم الغلاة منهم وهم يرفعون دائمًا أصواتهم ويترنمون بنص من المزامير (مزمور 137/605) والذي يقول : (إن نسيتك يا أورشليم فلتشل يميني، وليلتصق لساني بحنكي إن لم أذكرك، إن لم أرفع أورشليم على قمة ابتهاجي) , ولكن ومع ذلك فإن الجانبين لا مانع لديهم نهائيا أن يعتدوا على المدينة المقدسة بل يعتبرون القتل والذبح والتدمير فيها قربة إلى الله. وأما أهم مقدسات اليهود في القدس : فمن الثابت أنه ليس لليهود بالقدس سوى بعض الكُنس (مفردها كنيس) وهي حديثة البناء نسبيًا، وكذلك بعض القبور. ويرجع تاريخ بناء أول كنيس إلى القرن الثامن عشر الميلادي، وجميعها يقع في الحي اليهودي بالقدس القديمة، وهو الحي المعروف بحارة اليهود، ومنها، قدس الأقداس، طبرت إسرائيل، توماتوراة، بيت إيل، مدراش، طابية، مزغاب لاوخ)). ولليهود مقبرة خاصة بهم فيها أربعة قبور مميزة وهي : قبر النبي زكريا، وقبر يعقوب، وقبر أبشالوم، وقبر يهوشافاط. أما بالنسبة لحائط المبكى الذي يقدسه اليهود، فالاعتقاد السائد الخارجي عندهم أنه البقية الباقية من سور أورشليم القديم، وأنه الحائط الخارجي للمعبد الذي رجمه هيردوس (18ق.م)، ودمر جانبًا منه تيطس (70م)، وأتى على ما تبقى منه هندرياس (135م)، ويقوم اليهود بزيارته وتقبيله وقراءة بعض النصوص التوراتية والتلمودية إلى جواره، وكذلك البكاء على مجدهم الضائع، ولهم مقبرة فيها أربعة قبور ذات أهمية كبيرة هي:. قبر النبي زكريا، 2. قبر النبي يعقوب. 3. قبر أبشالوم. 4. قبر يهوشافاط. وبعد الاحتلال الصهيوني القدس الغربية والشرقية 1948، 1967، بنو عدة كنس فوق الأرض العربية على أنقاض المنازل العربية التي صادرتها السلطات الصهيونية بالقوة المسلحة(الحسيني 66وجوادعلي 68 وباقر 98). 4. مكانة القدس التراثية والإثارية يمكن وصف القدس الشرقية بأنها متحف عالمي، شارك في إقامته دول العالم في الشرق وفي الغرب، وقد تركت تلك الدول التي غزت القدس بصمات فنونها وتراثها في أماكن معمارية متميزة. وقد كان للعرب دور كبير في البناء والإعمار وخاصة إعمار الأماكن الدينية المقدسة، والمؤسسات التعليمية والخدمية والسياحية. 1. المدارس الإسلامية: يوجد في القدس (40) مدرسة يعود معظمها إلى العهد المملوكي، ومن أبرز هذه المدارس: المدرسة الأفضلية والمدرسة الجراحية، والمدرسة البدرية، والمدرسة المعظمية، والمدرسة الداوودية، والمدرسة الخاتونية. 2. وقد صنفت المدارس الإسلامية حسب المذاهب الأربعة، فقد بني للمذهب الحنفي أكثر من (14) مدرسة أبرزها المدرسة العثمانية، والمدرسة اللؤلؤية، المدرسة المعظمية، المدرسة التنكيزية، ثم يأتي المذهب الشافعي فله (13) مدرسة، أبرزها: المدرسة الجراحية، والمدرسة الصلاحية، المدرسة الملكية ويأتي المذهب المالكي ثالثاً، وله (7) مدارس أبرزها المدرسة الأفضلية، والمدرسة الفخرية، المدرسة الميمونية، ويحل المذهب الحنبلي رابعاً وله (4) مدارس أبرزها المدرسة الحنبلية، المدرسة الفارسية، المدرسة الوجيهية، المدرسة الجركيسية وهناك مدارس للحديث النبوي الشريف، أبرزها دار الحديث، والمدرسة المحدثية، والمدرسة الدهرية والمدرسة الكيلانية والمدرسة الكاملية. 3. الزوايا، وهي الأبنية التي أقيمت فوق أضرحة الأولياء والعظماء، ويوجد منها ست زوايا أبرزها: الزاوية النقشبندية والزاوية القادرية، وزاوية الهنود، وزاوية الأدهمية، وزاوية الأردبيلي، زاوية البسطامية، زاوية حاجي بلك، زاوية الشراوي، زاوية الظاهرية، زاوية القيامة، زاوية اللؤلؤية، زاوية المغاربة، زاوية اليعقوبية، ويوجد في الزاوية مصلى، ومكان للاغتسال والوضوء، وهو أصغر من مباني الأربطة والخوانق. 4. الخوانق والخانقاوات. وتعني بيت اصلها (خونقاه) اي الموضع الذي يأكل فيه الملك , وهو نوع من الأبنية الدينية الإسلامية والكلمة في أصلها تركية – فارسية تعني البناء المخصص لفرقة إسلامية تمارس طقوساً دينية معينة، وعددها في القدس ثلاثة خوانق. 5. الربط وهي جمع رباط وقد أنشأها القادة العسكريون لأغراض الحماية من غزوات الأعداء، وصار لها أهداف أخرى مثل توفير أماكن لزوار المدينة المقدسة وحجاجها الوافدين عليها. كما صار من أهدافها التعليم الديني وبعض الطرق مثل الصوفية، ويبلغ عدد الربط سبعة مثل: رباط السلامية، رباط المنصوري، رباط كرد، رباط الحموي. 6. الأسبلة – جمع سبل – وهي الأمكنة التي تؤمن الماء الصافي للشرب، وفيها اماكن للوضوء، ويوجد (30) سبيلاً في القدس. 7. الحمامات، وهي الأماكن المخصصة للاغتسال بطريقة فيها قدر عالٍ من التقاليد الشرقية التي سادت في زمن الحكم العثماني ويوجد في القدس (13) حماماً عاماً، وهذه الحمامات تؤمن حاجات الزوار والحجاج والمستطرقين وسكان المدينة. 8. الخانات – جمع خان- وهي الأمكنة المخصصة لايواء القوافل التجارية أو طلبة العلم والحجاج وهي بمثابة الفنادق والموتيلات في العصر الحاضر، ويبلغ عددها في القدس (16) خاناً. 9. المقابر وهي مساحات من الأرض مخصصة لدفن الموتى من سكان المدينة المقدسة أو من المسافرين وطلبة العلم والمجاهدين الذين شاركوا في فتح القدس وتحريرها وأهم مقابرها، مقبرة (مأمن الله) ومقبرة (الساهرة) ومقبرة (صهيون) وقد ألحق بها مصليات وغرف للتعليم. 10. المكتبات: ومعظمها كانت تقام بإسم إمام أو فقيه أو عالم أو شيخ طريقة، وينتفع بها خلق كثير من طلبة العلم، وفيها كتب تفسير القرآن والسيرة النبوية وعلم الحديث، وعلوم الطب والفلك والرياضيات والفلسفة والفقة. ومن أبرز المكتبات في القدس: مكتبة القاضي محب الدين محمد بن الدويك، مكتبة الشيخ محي شرف الدين بن محمد، مكتبة الشيخ عبد الله بن عبد الله الفقرزان، مكتبة الشيخ أمت خليفة بن إبراهيم، مكتبة الشيخ يوسف بن محمود الرومي(العناني 56 والحسيني 89). 5. حارة المغاربة: تكمن أهمية حارة المغاربة كون حائط البراق يشكل حدها الشرقي، وهو الحائط المتنازع عليه بين المسلمين واليهود الذين يطلقون عليه (حائط المبكى). الحديث عن حائط المبكى بدأ عند اليهود في القرن السادس عشر، أي أن هذا الزمن مرتبط بأطماعهم في القدس. أما حارة المغاربة فقد بنيت في القرن السادس الهجري، القرن الثاني عشر الميلادي، حيث سكنها أناس من المغرب العربي، جاؤوا إلى بيت المقدس أما حاجين أو مجاهدين مع صلاح الدين الذي حرر القدس من الصليبيين، وقد تكاثر المغاربة في القدس مع الوقت، وكان لا بد من إنشاء حي خاص بهم، فبنى الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين منشآت عززت حارة المغاربة، وكان يهدف إلى إعمار هذه المنطقة، والمحافظة على منطقة البراق من حهة أخرى، كما بنى الملك الأفضل مدرسة الأفضلية، ووقفها على فقهاء المالكية – وقد أزالت جرافات العدو الصهيوني المدرسة عام 1967 – كما وقف الأراضي والمساكن المحيطة بموضع البراق الشريف على طائفة المغاربة على اختلاف أجناسهم ذكوراً وإناثاً. وكان تعلق المغاربة بالقدس يثير الدهشة ولافتاً لنظر الآخرين، طوال القرون الماضية، كما كان المغاربة موضع احترام وتقدير أهل القدس، لما عرفوا به من إستقامة وشهامة وحسن جوار. وتأتي أهمية الحارة كونها تأتي في القداسة بعد الحرم القدسي، ولكون المكان الذي حط فيه البراق الذي حمل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ليلة الإسراء والمعراج، وتولى سيدنا جبريل (عليه السلام) ربط البراق في الحلقة التي كان الأنبياء يربطون فيها دوابهم على الحائط الذي صار يعرف بالبراق. وتؤكد الحوادث التاريخية والحفريات الأثارية، أن الحائط المتنازع عليه لم يكن في يوم من الأيام جزءاً من الهيكل، ولكن الحائط الغربي صار مكاناً للعبادة عند اليهود منذ العام 1520م بعد هجرتهم من إسبانيا أثر سقوط دولة المسلمين في الأندلس عام 1492م. ويرى اليهود – زوراً- أن المداميك السبعة الأولى من الحائط هي بقايا هيكل هيرودوس الذي أقيم في القرن الأول قبل الميلاد، ويبلغ عدد مداميك الحائط 24 مدماكاً والوثائق التاريخية تؤكد أن ذلك الهيكل قد دمر في القرن الثاني الميلادي"حاول اليهود إحتلال الرصيف المحاذي للحائط عام 1928، وجلبوا معهم الطبول والمزامير وأقاموا الخيم، وشكلوا إستفزازاً لسكان حارة المغاربة الأمر الذي ولد احتكاكاً مباشراً بين العرب واليهود، وتطور الاحتكاك عام 1929 إلى ثورة عرفت بـ (ثورة البراق) ذهب فيها عشرات بين قتيل وجريح. وبعد الاحتلال الصهيوني للقدس عام 1967، وقعت الحارة تحت سيطرة الصهاينة وصار دخول اليهود إلى الحائط أمراً ميسورا(الحسيني120 وطه باقر 152).
| |
|