المدافعون عن الاستعمار الايراني : من هم ؟﴿ الحلقة الاولى ﴾
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
عدد المساهمات : 155 تاريخ التسجيل : 12/08/2012
موضوع: المدافعون عن الاستعمار الايراني : من هم ؟﴿ الحلقة الاولى ﴾ الأحد أغسطس 19, 2012 8:12 am
المدافعون عن الاستعمار الايراني : من هم ؟ ﴿ الحلقة الاولى ﴾ صلاح المختار الصديق هو الذي يعرف اغنية قلبك ويستطيع ان يغنيها لك عندما تنسى كلماتها مثل مقدمة حاولنا لسنوات ان نتجنب النقد المباشر لاشخاص وعناصر وتنظيمات عربية تدعم ايران وتروج لها ، رغم الدور الايراني الاجرامي والخطير في العراق والوطن العربي كله ، انطلاقا من فكرة ان الصمت والصبر قد يؤديان الى يقظة وعي هؤلاء فيدركون ان ايران لاتختلف ، من حيث الجوهر والواقع ، عن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية لانها ، مثلهما ومعهما ، تحتل اراض عربية ، كالاحواز التي تضم اكثر من ثمانية ملايين عربي ، اي حوالي ضعف عدد الشعب الفلسطيني ، وفيها اكثر من 80 % من ثروات ايران الحالية وتمتد على طول الساحل الشرقي للخليج العربي من العراق حتى عمان ، اي انها اكبر مساحة من كل دول الخليج العربي باستثناء السعودية ، كما ( يكتشفون ) ان ايران هي الشريكة الاهم والاخطر لامريكا في غزو العراق وفي كل ما جرى ويجري فيه منذ الغزو ، وانها تحتل اجزاء من العراق غزتها بعد احتلال العراق ، أضافة لادراك مغزى غزو الجزر العربية الثلاثة التي ترفض ايران حتى التفاوض من اجل اعادتها للامارات العربية المتحدة وهو ان غزو ارض عربية لا تقوم به دولة اسلامية داعمة للقضية الفلسطينية ، والانتباه الى ان نشر الفتن الطائفية في الوطن العربي هو عمل ايراني في المقام الاول والعاشر والمائة بعد الالف ، نتيجة فشل الكيان الصهيوني والغرب الاستعماري في نشرها في العقود الخمسة السابقة ، واخيرا وليس اخرا فهم طبيعة ونتائج سعي ايران الرسمي للسيطرة على البحرين . كنا نرى ونتمنى ان يكون هذا الادراك مقدمة لابد منها للوصول الى نتيجة منطقية واحدة وهي ان ايران الحالية بسياساتها التوسعية ، والمتلاقية ستراتيجيا مع امريكا والكيان الصهيوني ، هي دولة استعمارية لا تختلف عن كل دولة استعمارية حاليا وفي التاريخ . وهذا الوعي المطلوب يجب ان يتوج بادراك واضح لا لبس فيه لحقيقة اكدها واقع العرب والمنطقة وهي ان ايران تنفذ مشروعا تقسيميا في الوطن العربي محوره محو الهوية العربية عبر شرذمة العرب على اساس طائفي ، تماما مثلما يفعل الكيان الصهيوني وامريكا ، ومن ثم فانها ، من حيث الطبيعة والجوهر والدور الفعلي ، استعمار اقليمي كلاسيكي وصريح تنطبق عليه كل سمات الاستعمار التقليدية ، خصوصا الاستعمار السكاني ، وفي هذه الخصيصة تبدو ايران الاستعمارية التوأم الطبيعي للنزعة الاستعمارية للكيان الصهيوني . لقد تجاوز هؤلاء كل الحدود واعتدوا على الحقائق الموضوعية بل انهم تطرفوا الان اكثر في الدفاع عن ايران خصوصا بعد افتضاح امرها ونزعتها الاستعمارية واثبات انها شريك امريكا في كل الجرائم في الوطن العربي ، واصبح واضحا لنا ولغيرنا انه ، بعد مرور ست سنوات على غزو العراق ودخوله العام السابع ، ورغم كل الكوارث التي حلت به نتيجة الغزو الامريكي والذي لعبت فيه ايران الدور الحاسم والاساسي جنبا الى جنب مع الدور الامريكي وهو دور اهم واخطر من الدور البريطاني ، نقول اصبح واضحا لنا ولغيرنا بانه لم يعد بالامكان توقع تغيير هؤلاء لمواقفهم من ايران والعراق ومن الفتن الطائفية والسياسات الاستعمارية التي تروج لها ايران كالكيان الصهيوني وامريكا تماما . من هنا فان دق جرس الانذار للراي العام العربي ، ولهم بالذات ، كاجراء اخير قبل ان نشرع باتخاذ موقف اخر اكثر صراحة ووضوحا تجاههم يقوم على تسمية الاشياء بمسمياتها الحقيقية دون مراعاة لمشاعر او تأن التزمنا به اكثر من ستة اعوام في حين ، وللتاريخ ، اننا بادرنا فورا للتصدي للساداتية التقليدية فورا وقمنا بعزلها ومحاربتها وفضحها . اليوم تصل حالة دعم بعض الافراد العرب والكتل العربية لايران ذروة لم يسبق لها مثيل هي حالة تشبه السعار المرضي المزمن الذي لا يكشف عن اسبابه الا التذكير بتزامن هذا السعار مع افتضاح دور ايران المساوم مع امريكا ، وليس المقاوم ، واشتداد حمى عقد صفقة امريكية – ايرانية على حساب العراق والامة العربية ، كما تؤكد كل المؤشرات ، وهي حالة تكشف ابعادا جديدة عن الاهداف الاستعمارية الاقليمية لايران ، وتؤكد ان من يدافع عن ايران يدرك تماما انه يدعم ظاهرة استعمارية سكانية توسعية كلاسيكية . في هذا الوقت بالذات يتجرد هؤلاء من كل منطق وموضوعية ويستعيضون عنهما بمارسة الحيل المعلوماتية والسياسية المبتذلة من اجل مواصلة دعم ايران وتضليل الجماهير العربية ومنعها من اكتشاف دورها الستراتيجي الحقيقي المكمل والمتلاقي ، مباشرة ورسميا وبوضح اكبر وادق من وضوح خدمة السادات ، مع المخططات الامريكية والصهيونية في الوطن العربي . وبمقارنة مباشرة بين داعمي ايران وداعمي امريكا والكيان الصهيوني يمكن ملاحظة ان داعمي ايران هم الاشد تخريبا وخطورة من كل عملاء الاجانب في الوطن العربي ، خلال اكثر من نصف من قرن ، لسبب بسيط هو ان هؤلاء يتحدثون بلغة تحررية معادية لامريكا والكيان الصهيوني وينتمون لتيارات سياسية عربية كانت لها اصالة وطنية وقومية ، ويستخدومن الاسلام راية لهم ويتداخلون معنا في الكثير من الامور ، بعكس عملاء الغرب والصهيونية اللذين عزلوا انفسهم عن الامة بمجرد اختيار دعم الغرب الاستعماري والصهيونية . نحن بمواجهة خطورة خيول طروادة االايرانية الفائقة الاستثنائية في داخلنا ، لقد اخترقوا حصوننا وشرعوا بتدمير اسوار حصانتنا القومية والوطنية بفتن طائفية غير مألوفة ، من هنا فان دق ناقوس خطر هؤلاء يتطلب اول ما يتطلب تسمية الاشياء باسمائها الحقيقية وعدم التساهل باي شكل من الاشكال مع داعمي ايران . ولن يتم ذلك الا بتسليط الضوء على حيلهم وكشفها ونزع البراقع التي تتستر بها ايران وادواتها ، تمهيدا لخطوة لاحقة تقوم على فضح المدافعين عن ايران بلا رحمة وبالاسماء ونزع كل اقنعتهم ليراهم الراي العام على حقيقتهم المجردة . اننا نواجه في حالة المدافعين عن ايران مخلوقات هي الاشد سلبية اخلاقيا وقوميا ووطنيا ودينيا ، لان عملاء الغرب والصهيونية يوجد في داخلهم شعور بالعار يجعلهم منكسروا الشخصية في حين ان انصار ايران يتحدثون باسم دعم فلسطين بفخر وهم يساهمون في ذبح العراق او التستر على دور ايران الرئيسي فيه ، ويزورون بوقاحة فريدة موقف ايران بوصفها ب ( سند المقاومة ) ، رغم انها اخطر اعداء المقاومة العربية الرئيسية والاهم وهي المقاومة العراقية ، التي تخوض ام المعارك اي معركة الحسم وكسر العظم مع امريكا درع الكيان الصهيوني ! هل هذه مبالغة ؟ كلا فقط انظروا الى ما يجري في العراق والاقطار العربية منذ وصول خميني للسلطة من فتن طائفية كانت غير موجودة ، خصوصا تلك التي تميزت بالكارثية بعد غزو العراق وتبلور الحقيقة الخاصة بالدور الايراني . نماذج من الحيل سنتناول كتابات كتاب مع الاسف يحملون اسماء عربية لكنهم بولائهم فرس متطرفين اكثر من بني فارس ، وسنقدم في البداية مقالان يعبران بصورة نمطية عن حيل المخابرات الايرانية التي يمارسها انفار عرب لتجميل وجه ايران ، احدهما لاسلاموي تونسي والاخر لتوأمه المصري ، وبعدها سنقدم وننقد اراء كتاب اخرون ، الاول كتب مقالا حمل عنوانا منحازا يبرئ ايران من كل جرائمها ويتهم العرب ، كل العرب ، يتهم المقاومة الوطنية المسلحة ضد امريكا كما يتهم الانظمة التابعة لها ، ويلخص جهد هذا البعض المنحاز لايران وهو هذا العنوان : ( ايران خطر على من ؟ ) نشر في الجزيرة نت يوم 1 / 5 / 2009 ، والثاني مقال للاسلاموي المصري نشر في صحيفة الخليج الاماراتية يوم 12 / 5 / 2009 تحت عنوان هو الاخر منحاز سلفا ومع سبق الاصرار وهو ( في الجاهلية السياسية ) ، وفي هذين المقالين تطرح تساؤلات تبدو ، لمن لا يعرف ولا يعي ما جرى ويجري في العراق والوطن العربي ، طبيعية ومنطقية ، ولكنها ، بالنسبة لمن لديه حد ادنى من المعرفة والمعلومات حول الوضع العربي والاقليمي والدولي ، تعد دليلا كامل الاركان على وجود انحياز تام ومسبق لايران يقوم على تجاهل سياساتها الخطيرة ، وهي سياسات لا تقل خطورة عن السياسات الامريكية – الصهيونية تجاه الامة العربية ، فماذا يقول هذان الاسلامويان ؟ وقبل الخوض في تحليل هذا الموقف ، يجب التذكير بحقيقة تحدد هوية هؤلاء وهي اننا نحن ، وليس غيرنا من الذين يوصفون بانهم ( قوى ممانعة ومقاومة ) ، من نمثل جبهة الرفض الحقيقية للسياسات الاستسلامية والتساومية التي تعترف بالكيان الصهيوني منذ السبعينيات ، ونحن من نمثل قوى المقاومة الاساسية في ساحة الصراع الرئيسي ( العراق ) منذ عام 1991 وخصوصا بعد غزوه في عام 2003 ، ونحن من نواصل اصرارنا على التمسك بثوابتنا القومية والوطنية والاجتماعية تجاه فلسطين وقضية تأميم النفط ، والذي دفعنا لرفض المساومة فخسرنا السلطة وتحولنا الى حركة تحرر وطني تقاوم بالسلاح في اخطر حرب تحرير في العالم ، نحن الذين رفضنا بشكل قاطع في العقود الثلاثة الماضية ، ونرفض بشكل قاطع الان السياسة الاستسلامية تجاه فلسطين بشكل عام وتجاه موضوع غزة بشكل خاص ، وهذا امر معروف يجب تذكره لتجنب الوقوع في فخ ايران واتباعها القائم على تصوير من ينتقدها او يهاجم سياساتها على انه من انصار امريكا والكيان الصهيوني . اذن من ينتقد هو من يقاتل امريكا ويقاومها وليس من يساومها مثل ايران ، ومن ينتقد يعمل يوميا وتفصيليا على دحر المؤامرة الاخطر في تاريخنا كله وهي مؤامرة مشتركة امريكية – صهيونية - ايرانية ، وليس من يشارك بدور رئيسي وخطير في تنفيذها ، ومن ينتقد يكشف كل الادوار التامرية الحالية بما فيها الدور الايراني وليس التركيز على دور امريكا وانظمة عربية فقط واغفال دور ايران ، كما يفعل سحرة ايران الناطقين بالعربية بمنطقهم الانتقائي المقيت . يقول التونسي : ( تتصارع الدول في العالم ، تتجمع تتفرق ، تتحارب تتصالح ، تصادق تعادي ، كل ذلك بحسب ما تقدره من مصالح تستجلبها لشعوبها ومفاسد ومضارها تدرؤها عنها ، ذلك ما هو مستقر من ثقافة سياسية تتحكم في سياسات الدول في عصرنا ، وعلى أساس تحليلها والتعمق فيها يمكن الوقوف بجلاء على الموجّهات الحاكمة لهذه السياسة أو تلك من سياسة هذه الدولة أو تلك . ) . ويضيف ( لكل دولة مصالح قومية عليا – لاحظوا قومية وليس دينية حسب هذا الاسلاموي - تتحدد في ضوئها جملة سياساتها مما يسمى أمنها القومي ، بما يحفظ بقاءها وأمنها وتماسكها وجملة مصالحها في توفير العيش الكريم لشعبها . وتتحدد تلك المقومات تحديدا موضوعيا مرعيا فيه قبل كل شيء مصلحة المحكومين الحاضرين والقادمين وليس فقط الحاكمين ، تحديدا يضبط بدقة الأخطار المتربصة بتلك المصالح العليا ، على موارد عيش الناس الأساسية وعلى سيادتهم على أرضهم ، ويعني ذلك وقبل كل شيء التحديد الدقيق للعدو ) . ان السؤال في ضوء هذين النصين هو : - هل هذا منطلق ومنطق رجل دين او رجل متدين في الحد الادنى ؟ ام انه راي سياسي محترف علماني صرف وبراغماتي صرف يؤمن بان المنفعة هي المحرك وليس المبادئ او القيم الدينية ؟ ان الفكر الديني ينطلق من بديهية معروفة وهي ان المبادئ والقيم الاسلامية تحكم سياسة الدولة وليس المصلحة او المنفعة ، اذن ما الذي جعل التونسي هذا ، ذو اللحية التي توحي بانه رجل دين ، يلجأ الى هذا التوصيف غير كونه تعبير عن قناعته هو وهي قناعة تبعده عن الدين والتدين ؟ اذن ، وقبل البدء في نقد ما كتب ، يجب ان تلاحظوا من الفقرتين السابقتين ان هذا الرجل ليس اسلاميا باي شكل من الاشكال رغم لحيته ، بل هو اسلاموي ، وبما ان تسمية الاسلاموية كهف عتيق يستطيع ان يخفي تحت ستر ظلامه كل التناقضات فانه علماني على الطريقة الفرنسية ، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى فرنسي ، وهو براغماتي على الطريقة الامريكية ، بكل ما تعنيه هذه الكلمة في امريكا من معنى يصل حد تحليل واباحة اي شيء يحقق الفائدة بغض النظر عن لا مشروعيته او لا اخلاقيته ، وهذا ما يمكن الوصول اليه من خلال تعريفاته التي استهل بها مقاله والتي تناقض الفكر الديني والمنطلقات التي يتمسك بها كل مؤمن حقيقي بالله والاسلام . الحيلة الاولى : ايران تدعم المقاومة بعد هذه المقدمة نراه يقول : ( إن ضخامة الحملة الضارية التي يتعرض لها حزب الله وإيران وقوى المقاومة من وراء ذلك ، بذريعة تهديد حزب الله الأمن القومي لمصر انطلاقا من ضبط خلية تعمل لمساعدة المقاومة الفلسطينية ، قد تجاوزت كل الحدود المعقولة للتعامل مع حركة مقاومة نذرت نفسها - كما تشهد سيرتها- على تفرغها لعمل المقاومة ، ولم يثبت عليها دخول في نزاع مع أي نظام) . لنتابع دعاية التونسي : (ويكفي للتدليل على ذلك المقارنة بين خلايا التجسس الإسرائيلي المبثوثة في مصر والتي ضبط الأمن شبكات منها أكثر من مرة فاكتفى بإحالتها على القضاء ونشر خبرا عنها ، دون أن يتخذ من ذلك منطلقا لحملة شاملة ضد الكيان الصهيوني وكل حلفائه كما يفعل اليوم مع قوى المقاومة جماعات ودولا ، بمناسبة ضبطه لخلية تعمل في مساندة المقاومة الفلسطينية ، بما له دلالة واضحة على : - أ- وجود نية مبيتة لاستهداف هذه الأطراف : حزب الله وحماس وإيران والإخوان – يقصد الاخوان المسلمون - وقطر وسوريا ، بنوع من الثار الصغير مما تعرض له النظام المصري خلال أيام غزة العصيبة من ضغوط هائلة ، بسبب إصراره على إغلاق معبر رفح إسهاما في خنق 1.5 مليون نسمة من جيرانه ) .أرجو عدم اهمال ان التونسي ادخل عمدا وزج زجا الاخوان المسلمين وقطر ، وهذه العمل يشير الى هويته الايديولوجية وربما الى مصادره المالية . اما الاسلاموي المصري فهو ، وبتناغم واضح ، يكرر نفس اسس الدعاية الايرانية فيقول ( لا أعرف مرحلة في التاريخ العربي المعاصر اختلطت فيها الأوراق وانقلبت المعايير مثل ما هو حاصل الآن ، الأمر الذي يسوغ لي أن أصف أيامنا هذه بأنها زمن الجاهلية السياسية ) . في هذه الفقرة وضع الاسلاموي المصري نفسه في فخ محكم ، كما سنرى ، لانها تنطبق عليه وعلى كل من يدافع عن ايران . ويضيف (الجاهلية في القاموس المحيط هي عدم إدراك ما لا بد من معرفته . وعدم الإدراك هذا له أسباب عدة أزعم أنها تتراوح بين العبط والاستعباط . فعندما يصرح الرئيس “الإسرائيلي” شمعون بيريز أمام مؤتمر مجلس العلاقات الأمريكية - “الإسرائيلية” (إيباك) مثلاً بأن إيران هي الخطر المشترك الذي يهدد “إسرائيل” والعرب ، فذلك هو الاستعباط حقاً. أما إذا صدقه أحد من العرب فذلك هو العبط بعينه ) . هنا يحدد طبيعة ما قاله بيريز ولكن بصورة مقلوبة لان بيريز يعرف ان ايران ليست العدو الحقيقي للكيان الصهيوني لذلك فهو يتظاهر بالاستعباط ، اما العبط الذي يصف الاسلاموي المصري من يصدق ما قاله بيريز فهو في تصوره ان الناس لا ذاكرة ولا وعي لها فتنسى ان خطورة ايران واقع ملموس عرفه العرب منذ رفع خميني شعار ( نشر الثورة الاسلامية ) و( ان تحرير القدس يمر عبر تحرير بغداد ) ووصل الخطر ذروته في الانكشاف اثناء وبعد غزو العراق ، ومع ذلك يلجأ الى حيلة وضع من يتهم ايران في حضن النظم العربية التابعة لامريكا حتى لو كانت المقاومة في العراق ، بكافة فصائلها ودون أي استثناء ، والتي تعد ايران الشريك الاساسي لامريكا في غزو العراق ! كيف نوزع صفة الاستعباط وصفة العبط في هذه الحالة ؟ ومن يستحقهما ؟ وبرغبة تنظيرية محبطة يقول ( من الجاهلية السياسية أن نفقد البوصلة التي تحدد الوجهة والترتيب الذي يحدد لها “واجب الوقت”، بما يؤدي إليه من خلل في ترتيب الأولويات ) . جميل جدا ولكن هل عرف الاسلاموي المصري ان بوصلته خربة لانها قادته الى اتجاه معاكس للاتجاه الذي يجب ان يسلكه في التعامل مع الجاهلية ؟ الا يعرف اين تدور المعركة الرئيسية ؟ الا يعرف انها لا تدور في لبنان او فلسطين بل في العراق كما سنوضح ؟ يتابع المنظر الساذج ل( الجاهلية الثانية ) فتوحاته التاريخية المذهلة فيقول : (ولكن الذي حدث أن “إسرائيل” قلبت الطاولة وتحولت من الدفاع إلى الهجوم واستخدمت تحالفاتها العربية في ذلك . وكانت الورقة الإيرانية هي سبيلها لإحداث الانقلاب في المشهد ) . كيف ذلك ؟ يجيبنا بنفس ماقاله خميني قبل ايرانجيت واستمر بقوله بعناد بعدها رغم انكشاف تدثره بعباءة اسرائيلية ، يقول الاسلاموي المصري باستعباط واضح جدا : (ذلك أن إيران الثورة الإسلامية خرجت من رحم العداء للشاه وللولايات المتحدة و”إسرائيل”. وإيران النووية - لمجرد أنها تملك المعرفة حتى إذا كانت للأغراض السلمية - تعني تحدياً إضافياً ل “إسرائيل” ينازعها في التفرد بصدارة القوة في منطقة الشرق الأوسط ) . مرة اخرى نرى الجاهلية والتجاهلية في عصر المعلوماتية ، تعبث بقلم الاسلاموي المصري فهو يستعبط بتناسي ان اسرائيل وامريكا زودت ايران بالسلاح لاستخدامه ضد شعب العراق ، وايران لذلك ليست عدوا حقيقيا لهما بل العدو الحقيقي لهما كان عراق العروبة ، وهو يستعبط مرة اخرى حينما يتجاهل ، في ممارسة اسوأ من الجاهلية وهي التجاهلية ، ان صواريخ ايران اثناء الحرب التي فرضها خميني على العراق لم تدك تل ابيب بل بغداد والبصرة وكل مدن العراق ، وانها لم تقتل طفلا اسرائيليا بل قتلت اطفال العراق ، كما حدث في مدرسة بلاط الشهداء التي استشهد فيها اربعين طفلا عراقيا بصاروخ ايراني ! فهل يمكن لمن قتل اطفال العراق ان يمتنع عن اطلاق صواريخه النووية عليهم مجددا اذا امتلكها ؟ هل وصلت الجاهلية حد تناسي ، وباستعباط ساذج ، ان دافع القتل هو حالة استعداد وان وجدت الحالة فان وسيلة القتل تصبح امرا ثانويا ؟ يتابع جاهليته المفضوحة فيقول (وهي من هذه الزاوية يفترض أن تكون إضافة مرحباً بها للإرادة العربية الساعية إلى إنهاء الاحتلال واستعادة الحقوق المسلوبة ) . مرة اخرى واخرى يقدم لنا ما يقزز النفس وهو مزيج من عبط واستعباط جاهليين : ( ايران اضافة للارادة العربية الساعية الى انهاء الاحتلال ) ! لا ندري اين اضافت ايران للارادة العربية الساعية لانهاء الاحتلال ؟ في العراق حيث تتلاقي ايران وتتعاون مع امريكا في احتلاله وتدميره ؟ ام في الاحواز حيث تستعمر ايران ثمانية ملايين عربي وتعمل على تفريسهم ؟ ام في الجزر العربية حيث تحتلها منذ زمن الشاه ؟ ام في البحرين حيث تصر على المطالبة بها ؟ هذه المرة يضيف الاسلاموي المصري الى جاهلية غلق عقله تجاهلية تخدير ضميره كي لا يحاسب ايران على جرائم تعد مستنسخة من الجرائم الاسرائيلية وتوأم لها ترتكبها في العراق بشكل خاص ، وغلق العين كي لا ترى ما يراه حتى الاعمى وهو ان ايران تحتل اراض عربية مثل الاحواز والجزر وبعض اراضي العراق في الجنوب منذ الاحتلال ، وهي اراض اكبر من اراضي فلسطين بكثير ! والسؤال الموجه ضد الجاهلية التي تغرق هذا الاسلاموي المصري ، والتجاهلية التي يتنفس هواءها ، هو باي شيء يختلف احتلال هذه الاراضي العربية عن احتلال فلسطين ؟ وهل يظن ان فلسطين اغلى من ارض العراق والاحواز والجزر ؟ يتبع : مطلع كانون الاول 2009 ملاحظة كتبت هذه الدراسة بين أيار/ مايو و آب / اوغست 2009 لكنها تركت مؤقتا ولم تنشر ، والان ننشرها بعد اضافة تصريحات ايرانية جديدة اطلقت في الاسابيع الماضية ، ووقوع احداث في ايران ولبنان وغيرهما اكدت ما ورد فيها .salahalmukhtar@gmail.com
المدافعون عن الاستعمار الايراني : من هم ؟﴿ الحلقة الاولى ﴾